لماذا يستقبل الجزائريون رؤساء فرنسا بحفاوة؟


تساءل كثيرون عن سبب تخصيص المواطنين الجزائريين رؤساء فرنسا باستقبال شعبي حار عكس بقية الرؤساء الذين يقصدون البلاد! وللإجابة عن هذا السؤال لابد من النزول إلى واقع المواطن الجزائري الذي تتحكم في معيشته أسعار البترول والشاحنة التي تأتي بأكياس الحليب "المميّه" وأرقام هواتف "معريفته" و"عشيقاته".. هناك فسيفساء تصنع انفصاما عند كائن محشور الهوية مفبرك التاريخ.. 

الذين خرجوا لاستقبال "ماكرون" في زيارته الأولى للجزائر كرئيس لفرنسا، هم قاطنو العاصمة! وهذا يستدعي احتمالين: الأول أنهم مدفوعون لذلك من طرف "الحكومة" التي تستطيع تجهيز طوابير من المزغردين والهاتفين بحياة رئيس "فافا"، والاحتمال الثاني: رغبة وطمع فئة من "المحطمين" ماديا واجتماعيا في نيل "فيزا" أو فتات ما من "ربّ المقلة"!
وفي كل احتمال هناك حقيقة مشتركة: فرنسا لازالت حاضرة بقوة في وعي الجزائريين وحتى لاوعيهم كقوة فاعلة، ووليّ أمر نحتكم إليه منذ أمس الاحتلال إلى زعزعات الثمانينات، مرورا بتسعينات الدّم، وصولا إلى "بوتفلَقة" النظام.. الذي يشفع له دبلوماسية رددها "عبد العزيز" يوم كان على "ديدانه" أن للجزائري هيبة! لقد ضيعوا الهيبة في قبلة يد "هولاند" وزغرودة "ماكرون".. وبين القبلة والزغرودة ليلة دخلة تتكرر والدّم على القماش شاهد على هشاشة ما نحتفل به "صوريا" كل خامس من جويلية.
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

الأكثر قراءة