ياسر: وبَرّا بوالِدَيْه

             التاسعة وربع يوم الرابع مارس 2015م، أذِن المولى عز وجل بقدوم وافد جديد إلى دنياي، يحمل من عبق الماضي كثيرا مما أحنّ إليه، ويزدان بمستقبلٍ آتيه بحول الله كُلّه شغف ورجاء.. "ياسر" أول مولود لي، وأعظم هدية منحها الله لعبده الضعيف الذي لم يجد غير الشكر والاستكانة أمام هذا الفضل والمِنّة.. الأبوة، عاطفة خارقة للعادة، مشاعر تملك النفس دون استئذان، لتجعلك عاشقا لجزء منك قد تجلّى بعد أن كان حلما..

لوقت قريب، وربما لازلت كذلك، أحسب نفسي طفلا صغيرا لازال يبحث عن لعبته الضائعة بين خردوات الظن، يعبث باليقين لأنه لا يريد الاعتقاد أكثر من اللازم بما هو ماثل أمام عينيه، يمقت تسلّط البالغين، ويعجب لكِبر الكبار، لا يريد إلا البقاء في براءته دون خدش.. ولكن ما باليد حيلة، فكل ريح تدفعك لتلبس أقنعة لعينة من الصدود والانفعال والتجبّر، لا لشيء إلا لتدفع بلاء الآخرين..
وفي غفلة منك، وبعد أن تتشبع بأساطير القوة والاستعلاء، تجد نفسك جد ضعيف، دون استطالة ولا استطاعة، مجرد مضغة من اللحم، تكاد لفرط وهنها تضِيع بين أكوام القماش الذي ترفل فيه دون قصد.. فقط حينما ترى وليدك باكيا غافيا متقلبا وساعة ناظرا إليك يرسل باقات من السلام والهدوء إلى خاطرك حُبّا وتملّكا واستعطافا.. تلك هي الأبوّة.
الإنسانية ليست فقط كونك آدميا، الإنسانية كذلك أن تقبّل طفلا صغيرا،أن تصبح يومياتك عناقا واحتضانا وإيناسا بمن لا يعرف للسوء سبيلا.. الإنسانية باختصار: طفل لم يبلغ الحلم لم يبلغ المقت لم يبلغ المكر لم يبلغ الأذى.
اللهم بارك لي في "ياسر" واجعله قرة عين لي، واحفظه بالقرآن وللقرآن ومع القرآن، واجعل نصيبه من الدنيا طاعتك وفعل الخير، وارزق والديه مقال آل ياسر في الجنان يا منان يا رحمن...
اللهم آمين

اقرأ أيضا:


الكتابة رحلة

تنبيه للعُـزاب والمتزوجين، فيما اشتبه من التدوين!

قصة تتكرر في كل زمان!

دعوة...

اعتذارات رجل طيب

رسالة إليك.

قصيدة تبحث عن أنثى...

 

تعليقات

الأكثر قراءة