ماذا يحدث عندما تشعل عود ثقاب؟


لم تكن يوما كتابة النصوص حشدا للكلمات وفرضا للمنطق اللغوي، هي فقط ترجمان للعاطفة، وبوح بالمأساة التي تكوي ذات المبدع، "عود ثقاب" هو ذلك الطريق الذي سلكه الشاعر الصديق "أحمد ملياني" ليجد اعترافا من وعيه بما فعلته عواطفه من أحلام ورغبات.. تجربة نثرية جديدة، لم تُقحِم نفسها في دواليب الشعر ولا مكاره النصوص المطولة، فكانت شذرات أدبية تجذب الروح قبل الذّكْر، وتشي بلوعة الحب والأنثى والوجود جهرا دون السّر.
بكثير من الشوق والفرح، احتفل "أحمد" بأول إصدار له، "عود ثقاب" عن دار "فيسيرا" للنشر والتوزيع، وقد وقع كتابه في جلسة بيع بالإهداء في جناح دار النشر بمعرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة مساء الفاتح نوفمبر 2014، ذكرى اندلاع ثورة التحرير، ويوم ميلاد كاتب جعل من ذات اليوم ميلاد كتاب يزخر بما جادت به قريحته المبدعة.
الكتاب بحق مجموعة متكاملة من النصوص النثرية الموجزة، التي تحمل رؤية الكاتب لعدد من القضايا والمواضيع المجردة، عن الأنوثة والوطن والرجولة والنسيان والحب والخيبة والقصيد، وما يصل العشرين بابا، اقتفى بها "أحمد" أثر الأنا في الحرف الصادق بزاوية إبداع مثخنة بالصور البيانية المتكاملة، والمحسنات البديعية التي حرص عليها الكتاب دون إهمال للمعاني الأصلية، لينتج لنا فقرات رائعة المبنى والمعنى برقي أدبي جمع ميزة الشعرية بأريحية النثر.
أبواب الكتاب
"عود ثقاب" أشعل به الغالي "أحمد" عدة منارات في ظلمات الشوق والهجران والأسى، ليرفع راية المحبين بأعلى قمم الأمل، ويكتب على جبين كل عاشق، نبوءة الوصل واللقاء، وكان من شرف الأقدار لي أن أشارك في تصفيف المضمون وتنسيق الأبواب منذ اعتماد الكاتب فكرة تأليف كتابه، والغريب في شأن "عود ثقاب" أني رغم إدراكي لكل كلمة منه ونص وعاطفة، إلا أني أجد نفسي غريبا أمامه كلما هممت بتصفحه وقراءة شذراته الأدبية الوهاجة، ما يؤكد روعة خلقه الفني، ودرجة التشويق التي تحيط به دون تسرّب للملل أو الحكم المسبق..
هنيئا لنا بما وهبتنا من إبداع أيها الغالي "أحمد"، ونبارك لك المزيد مما ستكتب لنا لتوقظ في وجداننا ما قد ننكر من حب وشوق، إننا نلتمس بحرفك حقيقة ما يخالج عواطفنا ويقهر تفكيرنا، إنك بحق كاتب قدير مقتدر، فلا تبخل علينا بما منّ الله عليك من فـَيْءِ الإلهام وذروة الإبداع.. إنا هاهنا منتظرون..
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. صفاء8/11/14

    هنيئا له بنجاحه والعاقبة لكتابك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك صفاء..
      كتاي قريبا سأعمل على نشره وتقديم نسخته الأولى لك إن شاء الله

      حذف
  2. غير معرف11/11/14

    MèbrÖùK.. : )

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة