ضد الثقة..

             يشعر الإنسان طوال حياته بلهف مريب اتجاه من يحب.. لا يشبع من صحبة ولا متعة.. والعاطفة لا يطفئها إلا صدود منهمر أو نسيان مقتدر.. وطعنة الخنجر الأبدي خيانةٌ تستمر مرارتها استمرار الإحساس بوجع من كان على القلب سليلا عليلا.. وأمسى ظلا تلاشى في رمضاء الأنانية واللاإنسانية.



نحن لا نخشى من الخيانة، بل نخشى ألا نعلم بها!.. إنه حتم يُمحّص الله به معادن البشر في مدارك الحياة، كما أنه الحزن القاتم الكبير الذي سيجثم على صدورنا ساعة نحب، وساعة يأتينا الأذى ممن نحب..
عندما يتخلى كل أولئك الذين أودعتهم أمانيك وثقتك، وحتى ما وهبته لك الحياة، ستشعر ببداية أخرى أكثر رتابة وضبابية، وخيوط الضعف ستتسلل إليك شيئا فشيئا لتخبرك بأن الذي تعنيه لنفسك قد صار واحدا دون رفيق أو معين.. وأنك لا تزال محض مشروع منتهٍ، حكمت عليه مصالح البشر واعتباراتهم الطينية بزوال منفعته، ما يعني التخلي عنك في مقلب الذكريات..
أكثر الأعداء يظهرون يوم نجاحك، أكثرهم ستعرف ما يضمر من سوء لحظة تميزك.. فالفاشلون ليس لهم حظ في العداوة.. لنتفق أحبتي على أننا سندفع ضريبة أي نجاح بثمن باهض.. ثمن من سيفضي لنا ببأسه.. فلنتأمل من جديد جميع الذين يحفون مجالسنا ويومياتنا بشيء من اللاثقة، حتى نجنب أنفسنا عبرات لا تنفع معها الكلمات ولا حتى الحسرات.
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

الأكثر قراءة