رمضان: خيانة زوجية وعروض إباحية

        أعتقد أننا هذا الموسم أمام رمضان استثنائي.. شهر ابتعد كثيرا عن معانيه الإيمانية إلى فضول من الرغبة والنشوة.. أكوام من البشر كعادتها تفكر في قفة الإطعام، الباقون منقسمون بين متابعة المونديال في البرازيل، وتتبع عورات المسلسلات غير الأخلاقية التي تتسابق لبثها قنوات الرذيلة الخليجية واللبنانية والمصرية، أما الملفت للنظر هاهنا إقحام عدد من المغنيات والممثلات اللواتي لا يختلف اثنان على مروقهن فنيا وخروجهن عن كل الأخلاق والأعراف التي تمت بصلة للعفة والحشمة.. هن اليوم نجمات رمضان ومقصد المشاهدين في لياليه‼
مسلسل "لو" أكثرها جرأة في عرض المشاهد الساخنة وطرح قضية وسخة للغاية، الخيانة الزوجية، القائمون على العمل يدعون أنهم ضد الخيانة ويريدون كشف الظاهرة، ولكن المضحك في الأمر، أن أي متابع للمسلسل ستبرز لديه رغبة ما في إقامة علاقة خارج الأطر الزوجية، قبلات وعناق ولحظات من الوله والعشق، كل هذا بتصوير فني ممتاز يزيد من جذب الجماهير.
مسلسل "فرق توقيت" و"الوسواس" و"أمراض نسا" وغيرها كلها تجتمع في دعم البعد الإباحي الجنسي للصورة، من خلال عرض اللقطات الحميمية، وإشراك ممثلات تعتمد الإغراء، مثل هيفاء وهبي، وروبي، وهند صبري، ونيكول سابا، وغادة عبد الرازق والقائمة تطول..
المسلسلات في إجمالها لا تعرض قضية أخرى باستثناء الحب والعلاقات الغرامية، وكأنما أصبح همّ المواطن العربي المسلم فراشه وفرجه لا غير.. لا نهضة ولا تاريخ ولا هوية.. ويا ريت كان الحب الذي يتحدثون عليه أصيلا أصالة العرب.. بل نسخ مشوهة عن الغرب وملء عشوائي للحلقات.. الأهم أنك ستجد ما يغري وما يوقظ الهواجس والنفس.
من المتناقضات في هذا الشهر الكريم أن القنوات الراعية لمثل هذه البرامج الوسخة تبث من ممالك إسلامية بأموال كان الأجدر بها أن تصب في فائدة قضايا المسلمين واحتياجاتهم، ولا أظننا في فترة أحلك من هذه احتياجا للدعم، حرب مدمرة في سوريا، إرهاب داعشي في العراق، لا أمن وانقلاب في مصر، بالإضافة إلى أزمات اقتصادية واجتماعية عديدة في اليمن وتونس وغيرها.. الخليجيون لا يكلفون أنفسهم عناء التفكير في هؤلاء، لأنهم يشترون ما يحبون هم، ولا داعي للقلق مادامت الأرصدة ممتلئة عن آخرها في أوربا.
قنوات روتانا بالمال السعودي لا ترحم أحدا في حيائه وأخلاقه، أفلام إباحية ومسلسلات تلهي كل صائم عن فروضه، أين شيوخ الإفتاء من هذا البلاء، أليس الأجدر بهم أن يلتفتوا لمن هو أقرب إليهم، الوليد بن طلال صاحب هذه المؤسسة الإعلامية المفسدة؟؟ وعلى نهجها شبكة الـmbc التي لا تترك سبيلا للغي إلا واتخذته.. هنا لابد من وقفة.
في كل عام نكرر هذه الإشكالية، ولابد من موقف موحد، لماذا لا يتم حذف هذه القنوات التي تبث على توقيت مكة المكرمة ما لا يرضي رب الكعبة‼ على الأقل نحتفظ بالقنوات التي تقدم برامج دينية تثقيفية أو على الأقل مسلسلات محترمة.. لا يعقل أبدا أن تشاهد قبلات ساخنة وأنت صائم؟؟ إن حال هذه الأمة من سيء لأسوء.. ورمضان أصبح كالمقياس لحالها، ففي كل موسم يزيد حجم الانسلاخ بدعوى الفن والتحضر، وما هو إلا جاهلية في ثوب جديد.. هدانا الله وأصلح بالنا.
بقلم / معمر عيساني.

اقرأ أيضا:

تعليقات

  1. من سئ لاسوأ

    ردحذف
    الردود
    1. إنه لوبي علماني يسير هذه المؤسسات الإعلامية لهدم الأخلاق في المجتمعات الإسلامية العربية..

      حذف
  2. صفاء9/7/14

    الله يهدينا ويهديهم ..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة