الحوثيون ليسوا إسرائيليين يا عرب!!

     هاجت الفضائيات العربية منذ فترة بأخبار "الفتح الإسلامي" الذي يقوم به جيش "آل سعود" على "إمبراطورية" الحوثيين في اليمن "الحزين"... ولقد عجبت لنشاط تلك القوات وحماستها في إطلاق ذخائرها "المخَزَّنة" منذ سنوات على مناطق جبلية تَلِد كائنات الحوثيين كما يقول أرباب الوهابية هناك...

أثارني حقا هذا الموضوع ودغدغ مشاعري... أوَّلاً لم أكن أعرف أن في العرب جيشا يستطيع حمل السلاح وإطلاق الرصاص منه كما نرى في السينما... ولم أتصور يوما أن النظام السعودي يستطيع إعطاء الضوء الأخضر لعسكره "المسالم" و"الحنون"، ليستعمل "العنف" ويؤذي "أنامله الناعمة" في شكل مثل هذا... والخصم بعد كل هذه الجلبة حفنة من "الطبقة الكادحة"، لو أمهلناهم الشتاء فقط لقضَى عليهم البرد والجوع ـ طبعا هذا الاحتمال من وحي النخبة "النتنة" عند "العرب" لا غير ـ ...

وهؤلاء الكادحون هم الحوووووثيون!! احذروا... كأنهم من كوكب آخر، أو من دولة معتدية.. وما هم إلا مسلمين غرتهم الحياة الدنيا.. وخدعهم اختلاف المذهب و"عفن" السياسة.. فاتخذوا لنفسهم قرار العنف ضد النظام اليمني ـ والله أعلم بحالهم مِنّا ـ .. لحد الآن نرى المشهد نمطيا.. ولكن المملكة السعودية لمجرد شم رائحة الحوووووثيين.. هرعت إلى "إعلان الجهاد" وإطلاق صفارات الإنذار، وهي التي لم تُحرك ساكنا يوم كانت القنابل العنقودية تدُك أطفال غزة ونساءها في الليل قبل النهار.. السعودية التي انشغلت بأحكام "غسل الجنابة" والنساء تُغتصب في العراق، بل الرجال يُغتصبون وليتهم يُقتلون... السعودية التي كانت منشغلة "بالقهوة" و"الهِجْن" و"القصائد" والضاحية الجنوبية في لبنان تحترق بنيران الإسرائيليين والخونة العرب...

وأكثر ما يدمي القلوب صمت الأئمة السعوديين عن كل تلك الانتهاكات في حق الإسلام والمسلمين.. بل إن الشيخ "عبد الرحمن السديس" تحاشى الحديث مطلقا عن انتهاك باحة المسجد الأقصى من طرف الصهاينة الأنجاس منذ أسابيع في خطبة جمعة واكبت ذلك الحدث وانشغل بتمجيد إحدى جامعات المملكة.. أما في خطبة عيد الأضحى الأخير فقد أبدع إمام الحرم المكي "أسامة خياط" في تهويل الحرب على الحوثيين وتمجيد بطولات أصحاب "العقال" في "فتح صعدة"..!

أنا لا أفهم سبب لجم الجيش السعودي في كل تلك المناسبات "السعيدة" في تاريخ الانهزامية العربية.. وفك سراحه اليوم لأجل زمرة من "المراهقين" في الأحراش اليمنية... لماذا هذا "التواطؤ" والتحامل على "الجار"... بل هل علينا أن نرضى بحالة "العَمالة" المكشوفة طوال العمر دون رَد؟؟؟

أن يُدفَع "ذُكور" الجيش السعودي لقتل المسلمين في اليمن بحجة إيقاف الزحف الشيعي في الوقت الذي يشارف فيه المسجد الأقصى على الانهيار جراء الحفريات الإسرائيلية وتنجيسهم لساحته أمر مخجل للغاية.. بل أكثر ما يُخجل "نكت" جامعة الدول المتخلفة ـ أقصد العربية ـ ، ومجلس الخليج "المُتّسِخ" التي باركت "غزوة" السعودية في اليمن ..

لابد أن يفهم كل مواطن عربي "للأسف" بعد هذه "المهزلة" الجديدة، حقيقة الوضع بين الأنظمة الشرق أوسطية واليهود وسائر التكتلات المعادية للإسلام والمسلمين.. فلم يبق أيُّ مجال للتشكيك في انقراض "العروبة" ونزول لعنة الهزيمة بقومها ووُلاتها الشاذين عن كل حضارة وازدهار.. فما بالكم بأمر الإسلام ونصرة القضايا المصيرية!!!

بقلم / معمر عيساني