الكتابة لأجل فرنسا!

"بوعلام صنصال" المعتقل في الجزائر بعد سلسلة كتاباته المستفزة والتي بلغت الوقاحة على أعتاب السيادة الوطنية، يفتح ملف الولاء لفرنسا لدى زمرة من الكُتّاب الذين ما كانوا ليظهروا في العالم لولا تبعيتهم لعقيدة "اللحيس"!


"صنصال" مجرد "شيّات" سخّر قلمه لتجسيد الرؤية الفرنسية نحو الجزائر، ومشكلته أنه حاول المراوغة في الوقت بدل الضائع من تصهين فرنسا والمغرب التي أراد استمالتها بفوضى جغرافية مختلقة، ولم يع الرجل بعد أن القارئ الجزائري لازال محصنا من أفكار التطبيع.


ليس شرطا أن تكون عميلا حين تكتب بالفرنسية، فالرعيل الأول من الكتّاب الجزائريين ألّفوا أعمالهم بلغة المستعمر وحمّلوها بقضايا الوطن بسبب ظروفهم التعليمية والثقافية آنذاك، وهذا ما رفع من مكانة نصوصهم حين ترجمتها للعربية وتدريسها لأبنائنا وتجسيدها أعمالا سينمائية عقب الاستقلال.


ولكن الكتابة بالفرنسية قصرا مرحلة قد ولّت باعتقادي، ويحقّ المرافعة ثقافيا للمعرّب أكثر من المفرنس انتصارا للهوية، وتماشيا مع عصر تعاني فيه اللغة الفرنسية شيخوخة وتحجرا واضحا أمام لغات أخرى.


لا نمانع في إبداع كتابنا بغير لغتنا، ولكن الإيديولوجيا لابد أن تبقى لصالح الوطن، حتى لا ينزل الكاتب بعمالته "الأدبية" إلى مستوى الجرذان والخنازير في زمرة الكُتّاب. ومن العيب أن تتماهى مع رغبات المستعمر القديم طمعا في جائزة ما لن تُخلّد بالضرورة سيرته في سجل التاريخ أكثر من تدنيسه.


🖋️ #معمر_عيساني  

✓ سلسلة #مقالات #كرسي_الأدب 🪑






تعليقات

الأكثر قراءة