المشاركة الرابعة في المونديال..العهدة الرابعة في البال

           فرح كثير من الجزائريين بفوز منتخب بلادهم لكرة القدم في مباراته المؤهلة للمونديال مع بوركينافاسو التي ضيعت فوزها بهدف وحيد لـ"مجيد بوقرة"، لتتم "الهيلولة" وتـُستدرج جميع النظريات والفلسفات والسياسات.. وتـُطرح عشرات الأسئلة النابعة من الواقع والمُؤصّلة لوطن أنهكه مُروجو الوطنية الزائفة، ومُقدسُو تاريخ النكبات والشخصيات البائتة... هذا وسط صدمة اللاأمل لشعب لا يجيد حتى التعبير عن فرحته، وأفواه تجعل من انتصار لعبة انتصار أمة.

عشرات القتلى والجرحى في ليلة واحدة فقط من فرحة "الغاشي" بفوز محاربي الصحراء وتأهلهم إلى برازيل 2014... الجميل أنك لابد أن تشارك في هذه "الهيلولة" مجبرا تحت سطوة الأصوات المرتفعة لأبواق السيارات والأغاني "المتوحشة".. لساعات متأخرة من الليل..

الإعلام الرسمي وحتى الفتيات العجيبات اللاتي تمثلهن الفضائيات الخاصة لم تجعل لها بصمة في نقل الحدث من زاوية أخرى.. فقط أغاني وأهازيج.. ربما اليتيمة أفضل؟؟ ما دام الرأي الآخر مغيبا في من اعتقدنا أنه إعلام جديد مستقل؟؟

هذا الرأي المغيب مشكلته الوحيدة أنه لا يفهم، هل كرة القدم لعبة أم قضية أمة؟؟ الأدهى والأمر، هل أصبح نيل فوز في مباراة أو حجز تأشيرة لمونديال أهم من نهضة بلد، وحكم قيادة، وجمع شتات وطن لم يرحمه لصوص الداخل قبل الخارج؟؟

النقطة الأخرى في هذا الخط المستقيم المبتدئ من ملعب "تشاكر" والممتد إلى"ريو دي جانيرو"، نوع من الاستخفاف بعقول الجزائريين، لماذا الربط بين التأهل الرابع للمونديال والعهدة الرابعة لبوتفليقة.. إذا كان المتحدث: معارضة.. هل أصبح الشعب ساذجا لهذه الدرجة حتى يُخدع بكرة القدم فيختار رئيسه؟ وإذا كان المتحدث: السلطة، هل عجزت هذه السلطة عن الإتيان بإنجازات ناضجة تفي بغرض بقائه بدل المراهنة على لعبة؟

ما زاد الطين بلة.. اقتصار الوطنية على رفع راية من قماش، وهَزّ الخصر والعجز على أنغام "وان تو تري فيفا لالجيري".. هنا احذف أي مفهوم آخر عن الانتماء للوطن، وليُسهـِم أساتذة "التربية المدنية" في المدارس الوطنية باصطلاح تعريف جديد يجعل من الوطنية مجرد مناصرة للفريق الوطني لكرة القدم.

                                                                                                                                                                           بقلم / معمر عيساني.