لماذا لا تتحرك الدولة حتى يُحركها الشعب؟

     انتفاضة أخرى في الجزائر.. وهذه المرة من الجنوب القاحل والمقفر، "ورقلة" ومن جاورها في تركة النفط والغاز.. هل هم خونة، غير وطنيين أم مكيدة من الخارج؟؟ هم شباب يطالب بحقه في هذا الوطن، وبخـَراجـِه من عائدات البترول الذي يخرج من عتبات بيوتهم ليصل أوربا، وهم لا يجدون حتى الخبز لاحتساء الماء بفتاته..

سارعت الحكومة الجزائرية لاحتواء "الانفلات المدني" في الجنوب، بسَن عدد من القرارات والإجراءات المُفضية إلى توظيف أكبر عدد من المحتجين وامتصاص غضبهم في أسرع وقت ممكن.. خاصة وأن وتيرة الربيع العربي قد تراخت وتحتاج لاستئناف جديد، يود بعضهم أن ينطلق من الجزائر..

قال أحدهم أننا كنا ننتظر فرنسا من سيدي فرج مرة ثانية.. لكنها أتتنا من "تيجنتورين".. وهاهي رياح الإزعاج تهب على "المُرادية" وقاطنيها من أقصى نقطة في البلاد.. أصبحت التـُهم جزافية، وادعاءات الوطنية ارتجالية.. وكل منافق دجال "نشـّاف" للنظام يدّعي الولاء له والبَراء من دعاة البلبلة.. سيُحاضر في مشكلات الجزائريين ويحاول إقناع المرضى بأن العلاج الذي لم يفلح إنما جاء بفشله منهم، بمعنى أننا في أحسن ما يمكن أن نكون عليه لولا هذا الشعب "النتن".

ما حَـزّ في نفسي تداعي الدولة وراء مطالب المتظاهرين في الصحراء واللهث من أجل تحقيقها.. السؤال: ألا يستحق شبابنا العمل حتى يطالب به هو؟؟ أليس من المعلوم بالضرورة من السياسة إعطاء الشعب حقه كاملا دون نقصان، وإلا سيرمي عليه طلاقه البائن؟؟ من المنطقي جدا أن يحتذي سائر الجزائريين في عرض الوطن وطوله بالتظاهر لأجل أخذ حقوقه المهضومة.. ومن العدل الوقوف في معارضة النظام المتقاعس عن أداء مهامه الموجود لها أصلا، وهي خدمة الشعب..

إذا قامت الحكومة بتوفير حاجات المغبون على أمرهم في الجنوب، سنسأل عما كان ينتظره هؤلاء حتى يوفروا تلك المطالب؟؟ وإذا كان من المقدور إغاثة البطالين منذ سنوات فلماذا كان كل هذا التأخر؟؟ أم أن الدولة عندنا لا تتحرك حتى يحركها الشعب؟

                                                                                 بقلم / معمر عيساني