كيف نحرر فلسطين؟
السؤال الجدلي أو الروتيني لدى العرب، لكنه في حقيقة الأمر من الممكن الإجابة عنه بخطوات صعبة ومتعبة لجيل اعتاد الخنوع والخضوع أمام الآخر المفترض كافرا وعدوا!
أول خطوة: لتحرير فلسطين تبدأ ببناء الوعي وتعزيز الهوية الإسلامية، وأن يفهم الفرد المنتسب لهذا الدين عقيدته وجدارته بقيادة الكون، وهذه الفكرة في واقع المسلمين المتخلفين على أصعدة كثيرة، بعيدة المخيال عنهم، بل يشق عليك أن تأتي بواحد منهم يعيش بمبدأ القيادة وما يقتضيه من سلوك رباني ومعاملاتي. فالكثيرون يفرقون بين إيمانهم ومصلحتهم الدنيوية، فتجدهم مثلا يصلّون لكنهم يسرقون ويزنون، ويوالون الكفار، فلن يستقيم مشروع تحرير فلسطين بل حتى ذواتهم.
ثاني خطوة: هي تفعيل معيار المواطنة، وأن يساهم المسلم في بناء وطنه والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، لتختفي مظاهر إفساد المرافق العمومية، وتشجيع التشجير والنظافة والعمل الجماعي للوقاية من الآفات الاجتماعية، كل هذه التفاصيل لنصل إلى مجتمع آمن أو ما نصطلح عليه بتقوية الجبهة الداخلية، وهنا يتم خلق جيل يؤمن بالانتماء وقادر على التحرير. وهنا قد تقول أي وطن وهو نتاج أذواق الغرب الذي قسّم الأمة بعد انهيار الخلافة الإسلامية، ولكن اعلم أن تلك الخلافة لن تعود إلا بعد تجاوز اختبار الانتماء للوطن الأصغر.
ثالث خطوة: الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، وجعله أولوية انطلاقا من زرع قيمة العلم لدى الصغار وتحفيزهم بعيدا عن تسطيح المهمة، مع إيقاف استهداف المعلم وتحطيم صورته، وصولا إلى دعم الاستثمار في مجال البحوث ومحاكاة منجزات الغرب من خلال مؤسسات جامعية جادة، تتجاوز فكرة إلهاء الشباب إلى مستوى الاستثمار فيهم، كما أن تعزيز القدوة المثلى، رافد للسمو بمكانة أهل العلم.
رابع خطوة: تكون بتحجيم قيمة مشاهير الرياضة والأغاني وشبكات التواصل الاجتماعي من التافهين الذين يروجون لثقافة الاستهلاك والدياثة واللادين. وأن ترفع الرايات لمن يقدم الأفضل والجاد الجيد لا غير. وهذه الخطوة تمر بغلق الطرق أمام الثقافات الأجنبية المعادية لتراثنا وعاداتنا، وتفعيل دور وزارات الثقافة والارتقاء بها من عقلية الكرنفالات إلى تنمية الفكر.
خامس خطوة: هي دعم الـ مـ قـ ا و مـ ـة، وهي نتاج الخطوات السابقة، فالفرد المعتز بهويته الإسلامية، والآمن في سربه، والمستعد بعلمه ومنجزاته العصرية، المتشبع بالجودة في الحياة، ستكون لديه روح المبادرة لرفض أي احتلال وأي تهديد لدينه وإخوانه، بل سيهابه الآخر ويحسب له ألف حساب، والمعركة ستؤول بالنصر لأن المقاتل حقق شروطه، وامتثل لمعايير الرجولة والشجاعة، أما غير هذا فهم صبية يلعبون وتفرقهم عصا الأسياد!
طبعا لا نقزّم دور ح م ا س لأنها باعتقادي حققت الخطوات الخمسة وجاوزتهم، فنحن نرى تماسك الجبهة الداخلية في غ ز ة بمستوى راقي، ولازالوا متمسكين بفروض دينهم ويحفظون القرآن وهم في أحلك الظروف، والحركة طورت من نفسها وأنشأت شبكة أنفاق متقنة، وتجهزت بكثير من الأسلحة محلية الصنع، فتخيلوا لو عممت هذه الاستراتيجية على سائر الدول العربية الإسلامية.
#معمر_عيساني
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..