وزارة من زمن الجاهلية!


التعليم هو المقياس الأول لتصنيف تحضر الأمم من تخلفها؟ ولا ريب أن الجزائر متخلفة بحجم كوكب من الخردوات! كيف لا، وأنت ترى حل وزارة التربية لمشكلة تعويض الدروس للتلاميذ بعد غلق مؤسساتهم التربوية، حلا بدائيا قد يعود لما قبل العصر الجليدي!
أن يصور الأساتذة دروسهم، فهو تطوع يعبر عن أخلاقهم السامية، كيف لا وهم ورثة الأنبياء في قوم لم تبق من رسالة الأنبياء فيهم إلا نسك "السيلفي"! ورحم الله من أحق نهج السلفِ!
ولكن أن تعلن فخامة الوزارة عن قنوات يوتيوب، أولا روابطها بكتابة عشوائية، وثانيا سترى بها ما لا يسرك، فيديوهات مصورة بالهاتف أو كاميرات ذات جودة رديئة، دون ميكروفونات، ولا إضاءة، وبالكاد ترى ما على السبورة، أو يستقيم ما يصل من كلام الأستاذ نتاج الصدى من قسم مهجور! فهل هكذا تورد الإبل؟ بل يُعوض للتلميذ ما فاته!؟
لابد من وضع الأمور نصابها، فلا يأتيَنّ أحد بعد اليوم، ويتحدث عن رقمنة التعليم في الجزائر وعصرنته، وهو أقل شأنا في صورته مما ينتجه ديزاد جوكر أو شمسو أو أي يوتيوبر هاوي، فكيف بوزارة ذات سيادة!!
هذا ولم نفتح ملف تغطية الإنترنت لكل المناطق في الجزائر، لضمان وصول الدروس للمحرومين منها، وما ألقينا بالا للحجم الساعي والمحتوى عبر ما خصص بثه على قنوات التلفزيون، ناهيك عن عقلية التلميذ الجزائري الذي قد لا يفقه ما تقول له وأنت على رأسه واقف مستنفر، فما أدراك بفيديو لا يصل مستوى فيديوهات تيكتوك!
كان الأولى لمديريات التربية على مستوى كل ولاية تجهيز إستوديوهات حديثة للتصوير بالتناوب بين كل المواد، أو حسب ما توكله الوزارة لكل مديرية، وأن يتم اعتماد أساليب مجدية من حيث الإخراج ودراسة نفسية واقعية للتلميذ الجزائري، ومراعاة الفروق الفردية، بالإضافة إلى توفير قناة خاصة للتعليم، وليس فترات محدودة تذكرنا بالحملات الانتخابية! هذا لتعميم إيصال الدروس حتى للفئات التي لا تملك اشتراكا عبر الانترنت.
وهنا لابد من وضع استراتيجية مجدية لإنقاذ المواسم الدراسية في ظروف مشابهة وطنيا أو محليا لأي كارثة طبيعية أو وباء ما قد يقع، وليس انتشار وصول الكارثة لتقديم الحلول المرتجلة والمتأخرة.



بقلم | معمر عيساني


تعليقات

الأكثر قراءة