أين البرلمان؟

مر شهر منذ أن اندلعت ثورة الوعي الشعبي ضد النظام الفاسد الذي أنهك الجزائر ورهن مستقبلها وقمع شعبها.. ولكن لا خبر عن البرلمان الذي خفت صوته بل انعدم!! هذا البرلمان الذي كان في الأصل منبثقا عن الشعب وممثلا له، فإذا به يتنكر ولا يلقي بالا لحراك بلغ صداه أصقاع العالم!

البرلمان الذي لازال نوابه ونهّابه يتقاضون رواتب شهرية غير شرعية تقارب الـ40 مليون دون احتساب العلاوات و"النافيقاج"، صوّت بالأمس القريب لصالح قانون المالية الذي لم يحترم إنسانية المواطن الجزائر، ودهس واقعه الاقتصادي وحطم سعادته وشوّه رؤيته للمستقبل! هذا البرمان الذي لا مهمة له إلا تزكية قوانين العصابة وقضاء مصالحهم الشخصية، هو غائب اليوم تماما رغم مرور 5 جمعات على الحراك الشعبي، فلم تُعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع، ما يعني انهيار هذه المؤسسة التشريعية!
ربما إذا عُرف السبب بطل العجب، فالنواب الحاليون في غالبيتهم أتوا عن طريق صناديق اقتراع لا مصداقية لها، مزورة النتائج، مكولسة الترشيح أصلا، فكان أصحاب الشكارة على رأس القوائم، ولا يهم مستواهم ولا برامجهم.. فكيف ننتظر موقفا بطوليا من كائنات تتنفس الصفقات وتقتات على الرشوات وتوجيهات التلفون!
الأغلبية الموجودة في البرلمان من الأفلان والأرندي تفرض حلّ البرلمان، وإيقاف مهزلة "كيلاوات" و"بزناسية" ارتدوا ربطات عنق ليقنعونا بأنهم سياسيون! "يتنحاو قع" تشمل هؤلاء أيضا، فالتغيير حقا لابد أن يتمخض عنه تشكيلات سياسية جديدة نزيهة تعيد تجسيد معالم منظومة لها مصداقيتها لتساهم في بناء الوطن.

بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة