محرك بحث Google لا يعرف "الشلف"!

عملية بحث بسيطة عن كلمة "الشلف" عبر جوجل تجعلك في حاجة للمزيد من المعلومات والصور بشأن هذه الولاية، فرغم موقعها الاستراتيجي وإمكانياتها السياحية "طبعا غير المفعلة" إلا أننا لا نكاد نحفل بصور كافية عن مدنها وشخصياتها عبر النت، وتكاد تكون "ASO" أو جرائم الشرف والتهريب مصدر ذكر المنطقة الوحيد!

هذا الوضع المخجل له أسبابه الكثيرة والمتشعبة، وعلى رأسها أمران: ضعف شبكة التوصيل بالإنترنت وزُهد الشلفيين ذاتهم في النشر والتوثيق لما يخص الولاية على مختلف الأصعدة.. فلم نقدم صورة صحيحة عن "الأصنام" منذ زلزالها الذي جعلها "شلفا"!
تسعى اتصالات الجزائر إلى تحسين خدماتها عبر مختلف أرجاء الولاية، ولكننا نذكّر بانعدام هذه الخدمات أصلا في بعض المناطق النائية ناحية "الظهرة" مثلا، بل إن "الشقة" وهي حيّ تابع لمخطط مدينة الشلف، لم تدخل شبكة الهاتف الثابت فيها حيز الخدمة بعد، فما أدراكم بالأبعد فالأبعد!
خدمة الـ3جي سهلت الاتصال بالإنترنت ونزعت احتكار "ADSL"، وهي المعوّل عليها في إحداث التغيير وافتعال ثورة افتراضية في الولاية.. وإن كانت محدودة التغطية إلا أنها في تطور مستمر متاح للجميع، وهنا يأتي دور "الكائن الافتراضي" وأقصد به المواطن الشلفي المسؤول عن النشر.
قَصَر البعض تواجده في الإنترنت على الفايسبوك والدردشات والعلاقات الغرامية في الوقت الذي ترك فيه الساحة الثقافية فارغة دون أي بصمة محلية، ولم يكلف نفسه إلا القليل مسؤولية إثبات الحضور بنقل مستجدات النخبة وصبر أغوار العمق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كما أن المكتوب "العربي" عن الولاية محصور جدا لأن الغالب منه فرانكفوني بحت.
 الجمعيات والمؤسسات التربوية والثقافية لم ترتق بعد لأن تكتسب الزخم الإعلامي الناجح على شبكة الإنترنت، فلا نجد مواقع إلكترونية مشهورة من الشلف على عكس مدينة غليزان مثلا بموقعها التربوي المعروف وطنيا "فيزياء غليزان"، كما أن جودة المحتوى والشكل في المواقع محدودة جدا إلا النادر منها ما يجعلها مهجورة لا تستقطب زائرين كثر، وهو ما يؤثر سلبا على حضورها حين البحث الشبكي.
أنتظر من النخبة الشابة أن تعدّل اتجاه الواب رأسا إلى ولايتنا.. فقط جهد قليل وشيء من الذكاء الإلكتروني والعمل على مستوى المنتديات والمواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، ومبادرات جادة لملء العالم الافتراضي بأخبار الـ02 وتقريب المشهد المحلي الطيب إلى الآخر.. وهكذا تأكدوا أن أولى نتائج جوجل سترصد الشلف كل حين.. أخيرا لا ننسى تقديم الشكر الجزيل لكل الناشطين الأحرار عبر الفايسبوك واليوتيوب وغيرها في تغطياتهم المميزة للأحداث الجارية في الولاية.. فقط اثبتوا "وكونيكتوا" :)
                                                                  بقلم / معمر عيساني 

تعليقات

الأكثر قراءة