رسالة إلى الوالي

عندما أجد الرويضبة تتشدق بـ"معارفها" و"الأكتاف" التي تتوكؤ عليها لتقضي حاجاتها على حساب "المغبونين" أرى ضرورة الحديث إليك سيدي الوالي.. عندما أتأكد من خراب الولاية وبقائها في ذيل قوائم التنمية أستشعر ضرورة تدخلك بشكل مختلف تماما.. عندما تمتلئ الطريق عقبات أمام من يريد الإصلاح والتغيير لابد أن نطرق بابك يا والي الشلف!

استعملَ سيارة تابعة لمؤسسة عمومية لمصلحته الشخصية بعد ساعات الدوام، وعندما اعترضتُ قال لي "اشتكي وين تحب".. فهمت أمرا واحدا سيدي الوالي، فهمت أن النظام الإقطاعي لازال قائما في جمهورية "ارفع راسك يا أبّه".. فهمت أنه مواطن فوق العادة، وما كان يُفترض به أن يكون ملكا للشعب أضحى منفعة خاصة لمرتزق منتهز أمِنَ الرقابة واطمأن بغفلة أولي الأمر.
عندما يطلب الموظف في الحالة المدنية 5000 دج لإعادة استخراج الدفتر العائلي بوقت أسرع، أفهم سبب سخافتنا أمام الولايات الأخرى ومدى البيروقراطية التي تدوس كرامة الشلفي.. عندما أُوَلّي وجهي قِبَل المشرق والمغرب ولا أرى أي مرفق عمومي يصلح للتنزّه والترفيه في ولاية اعتز بها الفرنسيون ذات احتلال أدرك أننا لم نصل بعد لمعنى الاستقلال.
يتحدثون عن صرامتك فيحضرني السرور لأني أريد يدا من حديد تقمع الموظفين والمسؤولين الذين أفسدوا البلاد والعباد، جميل اِلتزامك بمواعيد الزيارة واحترام أهل الثقافة في الولاية والأجمل لو تفاجئهم بكرة وعشية بزياراتك لأنهم يمكرون من بعدك مكرا..
سيدي الوالي لا تثق بحاشية تكذب آناء الليل وأطراف النهار لترسم لك مشهدا ورديا عن ولاية لم يبق بها إلا الإحباط! لا تصدق خرافات العناية الصحية في مستشفياتنا فكل ما خفي بها خزي وعار، لا تصدق حكايات الغولة عن تفاني الوظيف العمومي في أداء مهامه فلا هَمّ لمنتسبيه إلا "الاختلاس" و"التفياس" والثرثرات الهابطات.. لا تتوقع نجاح مشاريع المقاولين فالطرقات كعورات النساء كُشِفت، والسكنات مثل المتقاعدين لا ترجو منهم طول عمر! ولا أخبرك عن المرافق العمومية التي لا نعرف منها إلا الحفر والتراب.
سيدي الوالي.. كلما تطلّعت لاسمك تذكرت خطبة أبا بكر الصديق حينما وليَ الخلافة.. فاجعل للشلفيين بما آتاك الله والنظام مدينة نفخر بها، وهياكل إدارية واقتصادية تسهّل يومياتنا.. وطاقما من القائمين على سير المشاريع يضفر بالمقصرين إقصاء والمجتهدين تثمينا.. ولا تجعلنا عند انتهاء مهامك إلا قائلين: غادرنا صاحب الحزم والمروءة الذي أصلح حال ولايتنا..
بقلم / معمر عيساني 

تعليقات

الأكثر قراءة