الهواري وبنات الجامعة.. باطل أريدَ به حق

          على عكس الجميع.. أشكر قناة النهار جدا جدا على التحقيق الذي أنجزته حول الإقامات الجامعية والأفعال المخلة بالحياء التي تشرف عليها بنات النخبة الجزائرية.. وبالأخص مساهمة "الهواري" في نشر الوعي بسيارة إسعافه التي نجدها في كل الشوارع تقريبا وإن اختلفت الشخصيات والتسميات.. الجامعة أصبحت بكل جدارة بيت دعارة محترم ومحمي من الدولة.. ومؤسسة لتسيير الموارد "البيضاء" في السوق السوداء.. ولكن هذا الواقع ليس وليد اليوم فقط.. بل هو تراكم إجباري لعشرات السنين في جامعاتنا وإقاماتنا النتنة بعفن العهر والرذيلة.

كان الأجدر بمُعدي ذلك التحقيق أن يعالجوا هذه القضية في مكان آخر ومن جوانب أخرى.. كأن يكون عن الأمهات العازبات في الثانويات طبعا من فئة التلميذات.. أو العلاقات الجنسية بين تلامذة المتوسطات.. أو تلك الحالات الشائعة لاغتصاب المريضات في المستشفيات من طرف الممرضين وأعوان المداومة.. أو الخيانات الزوجية ولكن هذه المرة بعلم الزوج ورضاه عن لقاءات زوجته الحميمية مع الوافدين منتصف النهار قبل الليل...
كثير من الرذيلة ملأت مجتمعنا المنخور تحت وقع الآفات والأزمات.. تولّدت بتعاقب المراحل من عشرية سوداء لم تُبق ولم تذر، إلى فراغ ديني وفكري لدى الجزائريين المكبوتين جنسيا.. إلى هجمة مدروسة من الآخر للهدم والمسخ.. بالهوائيات المقعرة ابتداءً، إلى الهاتف النقال، والـ3G ولا زلنا ننتظر المزيد..
الجامعة وإقاماتها منذ تزايد نسبة الطلبة بها، ازداد التحلل الخلقي والانفلات الجنسي في أروقتها.. وإن كانت الظاهرة مقتصرة على الولايات الكبرى كالعاصمة ووهران وقسنطينة.. أصبحت الآن معممة على سائر الولايات دون إقصاء.. بمعنى أننا حققنا اللامركزية والعدالة الوطنية فقط.. في الجنس وتوفير اللحم البيضاء..
الدولة ليست ببعيدة عما يحدث فوق أسِرّة الجامعيات.. فمؤسساتها تتكفل بتوزيع الواقيات الذكرية كل فاتح ديسمبر للوقاية من عدوى الإيدز وممارسة الجنس بأمان.. ما يعني تزكية قانونية للمتعة الجسدية بشهادة ليسانس أو حتى دكتوراه.. الفتاة الجامعية لن تشعر بالقلق على مستقبلها مادامت ستضمن وظيفة محترمة لها بعد التخرج بأسلوبها المعتمد إداريا.. مقابلة ومعاشرة، يليها استلام سريع للمنصب.. كل البلاد تمشي على هذا النمط..
الفتاة الجامعية لن تقلق أيضا على مصير الزواج.. ما دامت مستقلة ماديا.. سيأتي إليها الخـُطاّب مُرغمين دون التفكير في ماضيها الذي كانت فيه مُرضعة أُمّة من الأقوام الذين كانوا يفِدون إلى الإقامة الجامعية التي استقبلتها ما لا يقل عن أربعة سنوات.. أما عن زوجها المستقبلي يكفيه الصمت مادامت ستنفق عليه.. فهو أصلا دون وظيفة كغيره من الجزائريين الذكور.. أي فتاة تدرك هذا السيناريو لن تـُحجم عن التمتع بشبابها.. فالنفس أمارة بالسوء.. ولا رادع لذلك.. فما الخطب يا جماعة؟؟
وتستمر الحياة مع الهواري
تحقيق قناة النهار لم يقدم ولن يؤخر في القضية سطرا أو كلمة.. كما أنه لن يطيل ما تلبسه الجامعيات ولن يُوسّعه.. فالشابة التي تمشي بمؤخرتها لن تكون على دين ولا ثقة من الأول.. ولن ننتظر من ربّات اللحم الأبيض والأحمر أخلاقا ولا نهضة أمة.. يعني دون ثرثرة كل شيء معلوم ومكشوف.. فدعوا عنكم النفاق ومسك الغربال بيد معطوبة..
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

  1. معك في كل ما قلت معمر لكن كان الأجدر بهم إظهار الجانب الإيجابي كذلك لتتضح الصورة .. طريقة التعميم في هذه الأمور جد صعبة يا معمر خصوصا "عقليات" الجزائريين و انت عارف أكيد الضرر الكبير يلي راح يلحق بالفئة "المحترمة" ..............احتراماتي

    ردحذف
    الردود
    1. قلتها لك أختي جوجا.... المحترمون الأولى لهم درء الشبهة والابتعاد عن الأمكنة الفاسدة.. والجامعة وإقاماتها أصبت من هذا التصنيف للأسف..

      حذف
  2. نحن دائما بعيدا عن ديننا ... فكيف تنصرف الفحشاء عنا ؟

    ردحذف
    الردود
    1. نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله//

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة