2013.. شكرا لأنك مضيت..

       أخيرا نجمع شتات هذه السنة المنصرمة، بكل ما جرّحت أيامها من عواطف مَقيتة في النفوس.. سنة بالنسبة لي لم تكن خيرا من سالفاتها، بل هذه الـ2013 أعادتني للوراء بمئات الخطوات... سنة أفقدتني عددا ممن كنت أثق بهم، وكشفت لي شخصيات وأكدت حضور شخصيات أخرى.. سنة أعلنت زيف نبوءة الربيع العربي.. وأفقدت عظمى الدول مصداقيتها.. سنة عكّرت مأساة المواطنين بتهكّم الزمان بنا.. وسنة جعلتنا على مقربة أكثر بكثير من شفير الهاوية..

365 يوما.. كانت تقول لي كل صباح: لا تتعِب نفسك في حشد الأماني فهذا ليس بموسمها.. بسرعة فائقة سرعة الـ4G، وجدت نفسي أمام معضلات مبهمة.. تجذب انتباهي لجيبي المتسع الثقاب.. ونحو بوابة صدئة لم تفتح بعدُ مكتوب على ناصيتها "مستقبلDZ" أين المفر..؟؟ الانهماك في الحياة العملية لا مكان فيه للشعر أو الحكمة، أو حتى للأمل.. الواقع يقول لي في كل منعرج: كم الثمن؟؟ أصبحت ورقة الألف دينار مقدسة رغم نذالتها..
365 يوما وَشَت بالعرب في حُلمهم.. وجعلتهم أضاحي لطول السنة في سوريا.. التي لم يئن لـ"بشار الأسد" أن يمسك بمعروف أو يطلق بإحسان.. العراق انسلخت من سُنيّتها، بل أضحى أحبة الصحابة في مأزق مع الرافضة.. لا سبيل لهم إلا الدم بالدم.. أما أمّ الدنيا فهي ثكلى بموت أمل النهضة في خاطر الشعب.. انقلب العسكر على "محمد مرسي" ومات الأحرار في مصر مقتولين بتزكية الأزهر الذابل! ولتونس نزوات المعارضة التي تأبى أن يظل في حكمها مُصلي أو صاحب لحية.. وللسلفية مقت وحماسة لا ينفع معها سلطان..

365 يوما في الجزائر.. كمائة ألف سنة أو يزيد مما تعدّون بسائر الأرض.. من "تيجنتورين" بدأ العرض، وازداد درامية بمرض الرئيس وخروجه نهائيا من الحياة السياسية ليبقى صنما للبروتوكولات لا غير.. وباقتراب الرئاسيات، بدأت الأبواب تنفتح للتهيئة.. وعد "بلفور" يتكرر مع سكنات "عدل2"، والـ3 Gزادت من شد الانتباه لدى الرأي العام.. واستضافت أطباقنا المقعرة قنوات فضائية جديدة تنطق بالجزائرية.. وأفيون كرة القدم استحكم بالعقل عقب تأهل المنتخب الوطني لمونديال البرازيل.. بكل هذا أصبحنا أكثر جاهزية لاستقبال الأسوء..
لا أعرف سبب كل هذه الحلكة في طيات 2013.. رغم أني لا أؤمن بشؤم الرقم 13.. إلا أنني أقرّ حقا بالكم الهائل الذي ملأ قلبي شؤما من هذا العام المنتهي.. بعيدا عن العبوس.. ساعات قليلة ونلج عتبة الـ2014م .. يا ريت يكون هذا العام أفضل بكثير من سابقه.. وكأني به يماثل الـ2011 بفيض الأحداث التي حواها بعد الـ2010.. ملحوظة "زغنطوطة بس" لست ممن يهتم لحفلة رأس السنة، ولا من الذين يهتمون لميلاد المسيح ويتناسون بدء السنة الهجرية الذي حلّ منذ فترة دون أي مظهر مميز.. ولكن جميل أن نقف على فيصل بين فترتين قد نستلهم منه ما يغير حياتنا للأفضل..
معمر عيساني...

تعليقات

الأكثر قراءة