CNN أرحم من القنوات العربية

هممت بصلاة العصر، وكان التلفزيون شغالا على إحدى قنوات الدراما.. فرُحت أغيّر القنوات لأتركه في قناة "محترمة" ريثما أصلي.. لأن التلفزيون كان محجوزا لغيري، ورغم تجوالي المتعدد بين الفضائيات العربية إلا أني لم أجد مساحة "نقية" لإلقاء المرساة لحين صلاتي.. حتى وجدت قناة الأخبار الأمريكية  CNN.

للأسف طوال تفقد القنوات صادفت لقطات مُقرفة وغير منتظرة عبر فضائيات من المفترض أنها تبث من أراض إسلامية برأس مال إسلامي؟؟ مسلسلات تركية مدبلجة ومليئة بالموبقات، أفلام أجنبية ساخنة بمشاهد العشق والحضن والقبلات، فيديو كليب أغاني تنادي علنا بالفاحشة، حقا كانت ثواني على قِلتها ثقيلة علي وعلى وضوئي الذي تجهزت به للصلاة..

المضحك أني في النهاية لم أجد مكانا أكثر أمانا من قناة CNN الأمريكية والتي لم أفاجئ فيها بمنظر غير أخلاقي رغم أنها لا تمت إلى مقومات القنوات العربية بشيء.. أتممت صلاتي بسلاسة والحمد لله، ولاحظت الـ CNN منشغلة بنقل حدث زيارة رئيس الوزراء الصيني للهند، بينما قنوات الجلالة العربية تلهث وراء أجساد النساء شبه العاريات! حتى وإن كانت CNN أصلا للأخبار، فإننا لن نجد بها ما يخدش صفو البال في "العربية" و"أخبار المستقبل"..

في الآونة الأخيرة تزايد عدد القنوات العربية عبر النايلسات، وفي أغلبها تعتمد أسلوب الإغراء الجنسي الذي يخاطب "التحت العربي" لدى المشاهد.. وضمنها اجتهد الإعلاميون الخليجيون والمصريون في إنتاج المسلسلات الهابطة، وبرامج المسابقات المنقولة عن النسخة الغربية كالـ العرب إيدول، والإكس فاكتور، أما الغزو التركي فقد بلغ أوجه، فبالإضافة إلى المسلسلات المترجمة باللبنانية وليس حتى بالعربية، تسارع المخرجون العرب إلى تصوير جميع الأغاني والبرامج والأفلام وحتى الأناشيد في شوارع إسطنبول وبقية المدن التركية، لندخل خندق النكرة واللاهوية بامتياز..

المشكل عندنا أننا لو نادينا بالعودة إلى تركيا من باب التاريخ والانتماء العثماني لرفض المتبجحون ذلك بشدة، ولكن مادامت الطريق مع "عودة مهند" و"فاطمة" و"أحببت طفلة" فالأتراك مرحب بهم والمسلمون يولون وجهتهم صوب إسطنبول.

بقلم / معمر عيساني.