إيران الشيعة بين الفتنة والمؤامرة


أتم الشيعة حزنهم بكربلاء في عاشوراء، وراجعوا التاريخ بالبكاء، وخطّوا طريقهم بالسوط والدماء.. وناشدوا مهديّهم رجع الفداء، وأمهلوا الأرض والسماء، حكم الإمام والقضاء..
أحيى الشيعة في إيران والعراق وعدد من البقاع ذكرى مقتل الحسين في كربلاء، واسترجعوا موقعة الأمس بعزاء اليوم، وهم بين حُلُم مُعلن وخَفي.

كثير من رؤوس السلفية يجعل المد الشيعي أمَسّ بالإسلام من خبث اليهود.. وهم يسوقون من الشواهد ما يكفي للامتناع عن بني الفرس في كل ما يقولون.. فلا يخفى على أحد صنيعهم بالخلافة، وطعنهم في عائشة أم المؤمنين وعدد من صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعبثهم في تأويل القرآن، وخرافاتهم في الإمامة واستقراء التاريخ الإسلامي..
ورغم هذا الكلام المجتر، يرى بعض الإسلاميين الحداثيين الموقف بمعايير القوى الدولية.. فالشيعة اليوم ليسوا طائفة دينية فحسب، بل دولة قوية تسَمّى إيران.. إيران قِبلة التشيع في العالم.. وبؤرة الإرهاب كما يراها الغرب كذلك.. تملك كثيرا مما يحتاجه المسلمون.. وعلى رأسه الطاقة النووية..
لكن السنة بناطقها الرسمي وهو المملكة السعودية ترجّح كفة المواجهة على التعاون مع طهران.. وآل سعود وإن ادعوا حفظ الدين من مكر الشيعة، فهم يقفون مع النصارى باسم أمريكا في فساد الأرض والعباد.. فالنظام الحاكم في المملكة استفاد كثيرا من تراكمات الماضي الشيعي في توجيه الرأي العام إلى عدو آخر غير اليهود.. بغية أخذ الأمان من واشنطن من جهة، واستقرار الوضع الداخلي في الرياض من جهة أخرى..
هذا العدو الذي طبل له الخليجيون كثيرا، يحاول في كل مرة على لسان الرئيس أحمدي نجاد، وعدد من رجالاته كسب الثقة من الأنظمة العربية للاتحاد في وجه الغرب.. الفكرة وإن احترس منها البعض بحكم تاريخ الشيعة مشروعة للغاية خاصة في الوقت الحالي.. إذ أن التوتر واللااستقرار في المنطقة بما يعرف بالربيع العربي، جعل الأمن هشـّا جدا.. مُعرّضا دولا بأكملها للاحتلال مثل ليبيا وسوريا..
من المؤكد أن المد الشيعي تزايد بعد نهاية صدام حسين وتسليم العراق لإيران، كما لا ينكر أحد تقاطع الرؤية الدينية لهذه الطائفة مع معتقد أهل السنة والجماعة.. لكن الحديث عن تعاون سياسي عسكري مع إيران لا ينفي هذه الحقائق.. وإنما يضعها في إطارها المناسب.. فلماذا نمتنع عن التعاون مع الشيعة الذين هم في الأصل محسوبون على الإسلام، في الوقت الذي نرهن فيه كل مقدراتنا المادية والفكرية لدى الغرب النصراني الصهيوني المعادي لنا؟؟ لماذا نتجاهل الدور الريادي لحزب الله الشيعي في حماية لبنان من إسرائيل، ولماذا ننكر المواقف المشرفة لطهران اتجاه القضية الفلسطينية..
هناك محرّك لكل هذه الأفكار المهددة من الدولة الإيرانية.. بأيدٍ سعودية خليجية، عميلة لليهود، تسعى للبقاء جاثمة على صدر المسلمين بحجة الدين والإمامة.. هدفها الأهم العيش بدماء الشعب ورضا الغرب... ومن هنا اجتمع العرب على دعم الثورة السورية بحجة نصرة الشعب ـ وبغض النظر عن أحقية السوريين في دعمهم ضد السفاح بشار ـ، يعدّ الخليجيون في سِرهم خطة لاجتياح أمريكي لدمشق جزاء تعاونها مع إيران.. هم يخشون من وصول التشيع لتخومهم، كما يجعلون الفوضى وتدخل الغرب في الدول التي تندلع بها ثورات التحرر مثلا لشعوبهم كي لا يُقدموا على انتفاضات مشابهة..
الفتنة الواقعة بين السنة والشيعة انطلاقا من العراق، ووصولا إلى العالم الإسلامي، مكيدة سعودية خليجية من صناعة يهودية.. لطالما عبثت بالدول الإسلامية.. فالغرب الذي كان يشحن في المسلمين ويعدهم لحرب مع إيران الشيعية، فوجئ بثورات عربية أجلت تكرر مشهد عرفناه سابقا في أفغانستان عندما حشدت أمريكا المتيمين بالجهاد ووجهتهم لمحاربة السوفيات القرن الماضي..
أما المؤامرة فموجودة في حلم الشيعة بدولة واحدة يؤمها إمام شيعي يتمثل بذلك بلاد الفرس ثانية.. تراءت معالمها في عراق ما بعد صدام، فاشتعلت نار الفرس من جديد ولكن بزيت سعودي، ومحاريب أمريكية الصنع؟؟
بقلم / معمر عيساني


تعليقات

  1. غير معرف11/12/11

    السلام عليك يا اخي كاتب الموضوع اعجبتني كتاباتك ولاكن مع التحفظ على بعض الكلمات فمثلاً وصف بشار الأسد بالسفاح طيب سوؤال هل تستطيع انت تقول عن رئيسك او رئيس دولة من دول الخليج العربي سفاح رغم اننا نعرف جميعاً انا الجرائم الأرهابية في العراق ورائهاا زعماء من الخليج الذي اقول انه صهيوني بأمتياز لأن اسرائيل تسيطر عليه بشكل كامل وفي داخل كل امارة او دولة او مملكة خليجية سفارات اسرائيلية ويوجد في الخليج العربي الذي اصبح خليج صهيوني اكبر قاعدة امريكية في قطر التي يعتبر قائدها حمد عدواً للشعب السوري ومحرضاً على القتل وبسبب انه يريد اعطائنا الحرية رغم انه في امارته قطر لا يوجد شيء اسمه قانون او دستور وهم ايضاً انا اقول لك انهم لا يستطيعون الوصول لما وصلت له سورية وكما تعلم ونعلم جميعاً سورية محاصرة من الغرب منذ القرن الماضي ولاكن رغم الحصار استطاعت الجمهورية العربية السورية ان تطور بشكل ملحوظ ولاكن اعدائنا لا يعجبهم هذا التطور لذيك يدخلون الأسلحة إلى الأرهابيين في سورية وايضاً يقومون بتوزيع اموال مزورة للناس لتشجيعهم على الخروج في مظاهرات على انها مظاهرات ضد النظام ولاكني استطيع ان اقول لك ان لا وجود لشيء اسمه ثورة في سورية انما هي ثورة مسطنعة وتم التصنيع في امريكا وتم تصديرها لأسرائيل لأجراء بعض التعديلات عليها وتم في الأخير تصديرها لسورية وهذا ما حدث في جسر الشغور حيث قتل اكثر من 200 شرطي ورجل امن حيث كانو من دون اسلحة لأن القيادة السياسية طلبت عدم اطلاق اي رصاصة من قبل القوات الأمنية حيث استغلت تركيا هذه النقطة وادخلت كميات كبيرة من الأسلحة وارهابيين من تنظيم القاعدة إلى سورية عن طريق الحدود الشمالية لسورية وكما نعلم الحدود طويلة ولا يمكن ان تسيطر عليها لا سورية لذلك يتم التهريب وتسليم الأسلحة للمسلحين في سورية وهم يقومون بالقتل و التخريب طيب سوؤال لكل شخص يشوف قنات الجزيرة او العربية متل ما تقول الجزيرة القوات الأمنية تعتدي على المتظاهرين والجيش يقوم بقصف المدن طيب هل رئيت يا اخي اي دبابة فاتت في مظاهرة وقتلت مدنيين الجيش فقط لحمايت المواطنين السوريون لا اكثر وكما تعلمون ان الجزيرة اصبحت يد اسرائيل في المنطقة هي وقنات العربية التي سماها الشعب السوري العبرية طيب انا بتمنا من كل واحد يشوف قنات الجزيرة بس يحط على قنات اسمها الدنيا وشوفو كذب الجزيرة وكما نعلم لا يمكن لأي شخص ان يشبه نظام سورية بأي نظام في العالم العربي لأن نظام السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد هو النظام الوحيد المقاوم والذي احتضن المقاومة في لبنان وفلسطين واسمح لي ان اذكرك بعبارة يعلمها كل مواطن في سورية رغم اختلاف اطيافهم هذه العبارة قالها القائد الخالد حافظ الأسد (أن اي دولة تعتدي على سورية عسكرياً سنكون نحن في فلسطين)لذالك لا اظن ان تستطيع امريكا بأن تضحي بأسرائيل من اجل اسقاط النظام في سورية ولو لم تصدقني في اي كلمة من ما قلت فأتمنى ان تأتي إلى سورية لترى بأم عينك مالذي يحدث في سورية ولكم جزيل الشكر وعذراً على الأطالة

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة