ماذا سيحدث في عام 2012م؟

السؤال استفزازي، وغير محبذ حتى لذاتي، وقد يحمل من غرور النفس ما يكفي لإلغائه.. لكنه واقعي، ومطلوب بشدة، فنحن أمام مرحلة جديدة في العالم.. مرحلة تحمل من بريق العام المنتهي ما يرسم صورة واضحة لأحداث نشعر بقرب حدوثها.. الآن، بعد لحظات.. وربما ستحدث أثناء قراءة هذا المقال!

لنتفق أولا.. أنا لست عرافا ولا منجما.. بل كذب المنجمون ولو صدقوا.. ومن أتى كاهنا أو عرافا فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.. ولكن ما أنا في صدده الآن مجموعة من الخواطر والمشاعر المتكونة في بوتقة رؤيتي الشخصية لعام نستقبله ونحن في مرحلة انتقالية من زمن الرتابة إلى زمن اللامعهود..

البداية ستكون مليئة بالرتابة.. ثورة مترنحة في أرياف سوريا.. والنظام سيواصل تصفيته لكوادر المعارضة والاحتجاجات.. اليمن طبعا مجرد انتقال "بارد" من زمن علي عبد الله صالح، إلى آخر فاسد.. مصر ستغرق في الفوضى.. لأن الغرب لن يرضى لها أبدا الاستقرار والاهتمام بقضاياها الجوهرية ومصير العرب المشترك وبالتالي القضية الفلسطينية والوجود اليهودي على أرض المسلمين..

سنعود الآن إلى سوريا.. هنا ستتدخل أمريكا عسكريا هي وعمتها أوربا.. وفي الحقيقة أنا لا أرجح هذا السيناريو ولكنه مطروح نظريا فقط.. وموجباته "شُـبهة" العلاقة السورية الإيرانية لأن هنالك حربا نفسية استباقية بين الخليجيين وبلاد الشيعة.. أماراتها دعم الحكم الإيراني في العراق بقبضة "نوري المالكي" بعد انسحاب أمريكا.. فمثلث الشر "طهران، بغداد، ودمشق" غير قابل للاستمرار في عرف أصحاب "العقال" و"القهوة"..

إذن.. إيران ستتصدر مشهد العام 2012 برغبتها في بسط نفوذها على المنطقة الخليجية.. وهذا لاستكمال تسلحها النووي، وتغلغلها من جهة الشام بدمشق وبيروت، وبلاد الرافدين، وتوطئة الوجود في البحرين، وتهييج "القطيف" وما جاورها في المملكة السعودية.. ـ والأخبار تتوالى عن شبه انتفاضات بتلك المناطق السعودية ـ ..

الربيع العربي من المحتمل بشدة أن ينتهي بما حصده من أنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن، لأن المواجهة الجديدة سيصنعها "الدين".. مواجهة بين السنة والشيعة، ويكفي أن نلمس شيئا منها في منطقة "دماج" اليمنية، التي حاصر أهلها عدد من الحوثيين الشيعة، وأبادوا عددا من السنة بها..

لا بأس.. الأوضاع ستستقر نسبيا في تونس.. أما ليبيا فسيغلب عليها "قبلية" سكانها ما سيصعّب على حكومتها الانتقالية حسم الأمور هناك.. أما مصر فقد ذكرنا مشكلتها.. وربما نضيف شيئا واحدا.. وهو أين ستكون القاهرة أثناء المواجهة مع الشيعة؟؟ السؤال يحمل نظرة سوداوية للآتي.. فالوضع سيزداد ارتباكا، والاضطرابات ستعرقل عودة البلاد إلى بوصلة القافلة العربية والإسلامية.. ما قد يجعل تل أبيب في حالة تحرش بسيناء وما بعد سيناء؟؟

تركيا ستقف لجانب العرب الخليجيين أو بالأحرى "السنة".. وبرأيي ستعيد "أنقرة" مجدها بارتدائها هويتها الإسلامية من جديد، خاصة بعد فشل فكرة الاتحاد الأوربي اقتصاديا، والأزمة السياسية مع فرنسا بشأن تجريم إبادة الأتراك للأرمن..

وبخصوص أوربا.. فالقارة على موعد مع تفاقم الأزمة المالية هناك.. وتداعياتها على الأسواق التي تعيش تحت ظلها.. يعني أسواق الدول التي تستورد كل شيء منها كشمال إفريقيا و الشرق الأوسط.. فارتفاع الأسعار سيحرق جيوب المواطنين..

في أمريكا.. برد وسلام، الأمور ستكون جد عادية.. والاقتصاد سيجد نشوته بتفرده بالقيادة في غياب أوربا.. ويمكن تحريك الأجواء ببعض الكوارث الطبيعية التي يرسلها الله للقوم حتى يبعد أعين الحساد عنهم.. هههه...

أما في الجزائر.. ستستمر الرتابة سيدة الموقف.. والنمطية لن تجعل أي جديد في الحياة اليومية، وحتى التشريعيات لن تتعدى تغيير "النومة" من الجنب الأيمن إلى الجنب الأيسر وكلاهما أتفه للسياسة.. لا داعي للاستمرار.. تحياتنا للرئيس القادم السيد "أحمد أويحيى"..

يمكنني إنهاء هذه الثرثرة الآن... لم أقل شيئا، والعلم لله وحده..

معمر عيساني