رحمة الله عليك ابن لادن...

أتم الثاني من مايو 2011م مشهد الـ11 من سبتمبر 2001م.. وأنهت أمريكا خرافة فارس الإسلامويين "أسامة بن لادن" جاعلة من قضائه انتصارا تاريخيا لها؟؟
كان الخبر مفاجأة كبيرة، ومضمونه أكثر غرابة... فلقد عمدت أمريكا إلى جعل نهاية زعيم القاعدة "بن لادن" نهاية "أسطورية"، أو لنقل "هوليودية"، ذكرتني بنهاية " كودزيلا".. كيف لأمريكا أن ترمي بجثة عدوها الأول كما تدعي في عرض البحر، في الوقت الذي يصبوا إليه الجميع لرؤية جثمان الإرهابي رقم واحد في العالم...
إشراف "أوباما" شخصيا على العملية التي نفذت في أرض باكستانية، والنهاية التي بدأنا الحديث عنها... كلها تلقي برداء الغموض على القضية.. أولا، كانت تقول أمريكا منذ سنوات أنها تراقب تحركات "بن لادن" سواء في أفغانستان أو باكستان.. ورغم كل ما لديها من تكنولوجيا لرصد حركة حتى الحشرات، لم تتكمن من قتله حتى انقضت عشرة سنوات تقريبا، حسنا لنقر بالأمر، ولكن لماذا جعلت أمريكا من الحادثة أسطورة تبررها بخوفها من جعل ضريح ابن لادن مزارا لمحبيه ومورديه؟؟
في حرب العراق سعت واشنطن إلى إظهار جثتي ابني "صدام حسين": "عدي" و"قصي" رغم ما أصابهما من تلف جراء القصف العنيف الذي طال معقليهما، ولم يكن والدهما بأفضل حال منهما، إذ تعرض لإهانات مستفزة آخرها شنقه في عيد الأضحى على مرأى العرب والمسلمين منغصا عليهم فرحة يومهم، إذن كان الأجدر بأمريكا أن تجعل نهاية "صدام" بنفس سيناريو نهاية "بن لادن"... ثم أين كان هذا التفكير عندما شنق "صدام" دون خوف من جعله بطلا قوميا للعرب..؟ وهو الأكثر تاريخا والأفضل مسارا مقارنة بابن لادن الذي يحفل مشواره ببرجين ينهاران لا غير باعتبار أن باقي الهجمات والأعمال الإرهابية "خرجات إعلامية" لمنظمات مغمورة يدعى أكثرها الانتساب إلى الشيخ "أسامة" دون حق..
ليس غريبا أن تكون نهاية الشخصيات المشهورة في العالم غامضة وغريبة بهذا الشكل، ومن الإنصاف أن نجعل "بن لادن" من ضمن مشاهير القرن الـ21، ولكن من حقنا كذلك أن نبصر الحقيقة وأن نرفع هذه الوصاية الأمريكية التي تمنعنا من معرفة الحقائق في كل مرة..
كان للشيخ "أسامة" مشروع إسلاماوي وفكرة دينية نبيلة، وإن أخطأ في تنفيذ مبتغاه، فلا يعني إنكار اللمسة التي وضعها في حياة كثيرين يؤمنون بخلافة إسلامية جديدة؟؟
هذا عن مشروعه المعلن، أم ذاته الخفية فليست من الإسلام في شيء.. لابد أنه صنيعة يهودية لنقض الإسلام من داخله، فكل الشواهد تصدق هذه الفرضية، بدءا بأفغانستان ودعمه في وجه السوفيات، وجعله رمزا يستقطب "مرضى" الجهاد والاستشهاد لأجل الفردوس في حق أريد به باطل.. جعل من ضعاف العلم الشرعي وسيلة لتعبئتهم نحو المجهول.. وإن كنت لا أنفي شرعية الجهاد يومها في أفغانستان.. فأنا ألوم الطريقة الخبيثة التي استعملتها أمريكا لاستغلال المسلمين هناك بأيدٍ سعودية..
وبعد أفغانستان جعلت أمريكا من "أسامة" بوقا ينطق بالإسلام كما يهوى اليهود والنصارى.. قد كانوا على علم بأن النموذج "المتدين" هو الأكثر اتباعا في قوم أفيونهم الدين.. فراحوا يدلسون الحقيقة به ويجعلون الإرهاب من حرفته وحرفة الإسلام، إلى أن جاء الـ11 سبتمبر معلنا خبث المكيدة... فما معنى ربط أحداث ذلك اليوم بآيات سورة "التوبة" وجعلها نبوءة لتحطيم بُرجَي "مانهاتن"، وكيف علم اليهود بالحادث فتراسلوا فيما بينهم للتغيب عن العمل ذلك اليوم؟؟؟ وكيف بأمريكا أن تضعف أمام طائرتين كبيرتين وألا ترصد تحرك الجسمين داخل إقليمها الجوي؟؟ حقائق كثيرة لن أكون بصدد ذكرها لأنها أوسع وأخطر مما تبدو عليه من البساطة..
 شخصية "بن لادن" تقر بذكاء النظام الأمريكي ودهاء اليهود، وتفرض انحناءة تقدير لما اجتهدوا في ملء وعي العالم به؟؟
"أسامة" باسم جديد، وشكل آخر يجلس بأحد المقاهي على جانب طريق واسع بإحدى الولايات الأمريكية، أو أوربا.. استراليا أو غيرها مما بعد عن أنظار العالم.. هذا لن يكون غريبا في زمن اختلطت به الحقائق بالأكاذيب. هكذا كانت حياته ونهايته "الافتراضية" وآلاف الإشاعات والأقاويل المنسوجة حوله.. لكننا سنرقب شخصية أخرى تملأ فراغه في عقول كثيرين يجعلون منه شهيدا يترحمون عيه بكرة وأصيلا..
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة