هل وصلت الثورة إلى سوريا؟
ألقى الرئيس
بشار الأسد خطابا تلا الأحداث بأيام.. ليعتبرها مؤامرة على البلاد.. ويحذر أولي
المواطنة من السوريين من الخوض في هذه الفتنة.. معترفا بمعاناة المواطن البسيط في
حياته اليومية، وضرورة الإصلاحات..
الأسد لم يُعجب
المعارضة في طريقة تعامله مع الانتفاضة الشعبية في بلده.. وقال الغرب أن خطاب
الأسد كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.. أما الواقع فيقول أن الجميع على ضلال..
والظروف الحالية جدّ حرجة..
الشعوب
العربية حقا تعاني.. والأنظمة أكثرها تمص الدماء وتثقل كاهل الفقراء.. والثورة
ضرورية.. لكنها تسير سير الشيطان بين السُّكارى.. والأعداء ممن يمكر بالعرب والإسلام
يتربصون بنا.. وينتظرون هذه الفرص ليتدخلوا، ويدَّعوا الخير والصلاح، وهم يرفلون
في أثواب سوداء قاتمة بالاستعباد..
إذن ما الحل؟
فلابد منه.. أقول أن الثورة الآن أصبحت سلبية لحد ما.. قد كنت مناصرا لها.. لكنني
ـ وإن كنت لا أعترض على فكرتها ـ أرى وجوب التريث في فتح جبهات داخلية في الساحات
العربية.. تجعل المواطن البسيط في ضيق من العيش.. أمام مستقبل مجهول.. وأبواب
مفتوحة للغرب الذي يود اِلتهام كل ما هو عربي إسلامي.. المبادرة بالإصلاح من
الأنظمة تبشّر بالخير، كما أن العمل على الإصلاح بتفعيل قدرات هؤلاء الشباب المتحمسين
وإدماجهم في محاربة الفساد ومراقبة سير الأموال ومحاسبة المفسدين أمام القضاء، أمر
يضمن حقن الدماء وحرمة المِلك العام والخاص، وديناميكية أفضل للخروج من التخلف
الناتج عن عقم النظام وتحجر أصحابه..
عموما يبقى
هذا الرأي أوليا.. فالمعطيات التي يمليها الواقع كفيلة بتغيير الآراء.. كما أن
قناعاتي الخاصة لا تنفي ضرورة الانتفاض في وجه من سبّب الجهل والجمود لحضارة
الإسلام منذ الاستقلال المزعوم عن الاحتلال الغربي.. لكنني أبدي تخوفا حقيقيا من
انحراف الأحداث إلى وجهة لا تخدم القضايا التي اندلعت الثورات لأجلها..
بقلم / معمر عيساني
ليس لها من دون الله كاشفة
ردحذفإذا لم يكن إلا الأَسِنَّةُ مركبا،، فلا رأي للمضطر إلا ركوبها
ردحذف