ما قصة حرق المصحف...؟

لن أتحدث عن حرق المصحف.. كما لو أن القارىء لم يسمع الخبر من قبل.. ولكنني سأقلب الموضوع على نار هادئة لطرح نقاط لابد منها...
قد يبدو القس الأمريكي طبيعيا في سلوكه إذا ما ذكّرنا أنفسنا بمن يكون هذا القس.. وكيف هو في حقيقته حسب ما ذكر أمثاله القرآن الكريم.. فهو كافر وكذاب باعتقاده في التثليث..فلا يجب تحميل الرجل أكثر مما هو عليه.. فأصلا يُنتظر منه هذا الفعل وأكثر منه.. مادام غير مسلم..

ولكن المشكل يكمن في إهانة القرآن الكريم من قبل المسلمين ذاتهم.. فالنسخ المرمية في مراحيض مساجد إحدى الولايات الجزائرية وهدم مسجد بأكمله في منطقة القبائل.. يشعر الغيور على دينه بالإزعاج والحرقة على ما وصل إليه حال المسلمين من هوان..

والحديث عن العلمانيين وكأنهم علماء عظام في وسائل إعلام تبث من أراض إسلامية.. والتضييق على الطالبات المحجبات في الجامعات المصرية.. وقصص السحاق والشذوذ في السعودية وبقاعها المقدسة.. وثورة الرقص الشرقي والخليجي المتفجرة في الفضائيات العربية.. وثمالة لجان الإفتاء في الأزهر والحجاز والمغرب العربي.. كل هذا يأخذنا للبحث عن من يهين الإسلام حقا.. ومن يحميه.. إذ يبدو ماثلا أمامنا المثل القائل "حاميها حراميها"؟؟

مشكلة المسلمين نفاقهم.. وقولهم ما لا يفعلون.. فكل الأنظمة العربية "الإسلامية" تدعي الإسلام من جانب.. وترتكب المحرمات من جوانب أخرى.. فالأحرى بنا إذا ما أردنا احترام الغير أن نبدأ نحن باحترام أنفسنا.. أن نقفل تلك الفضائيا والمجلات الماجنة.. أن نغلق بيوت الدعارة المفتوحة بتراخيص حكومية.. أن نوقف استيراد وبيع الخمور.. أن نحارب كل أنواع الفساد الأخلاقي في مجتمعاتنا... وغيره الكثير مما نذكره بكرة وأصيلا من غير تطبيق عُشرِه على الأقل..

إذن الأفضل من اليوم فصاعدا أن نتريث عند حدوث أي إهانة من الغرب.. فلا نجري كالصرعى في نوبات هستيرية نردد عبارات جوفاء تدعو لاحترام الأديان وغيره من الكلام المستهلك.. وعلى عكسه لابد من وقفات جادة أمام هذه الهجمات الظاهرة والباطنة ضد الإسلام وأحكامه وأخلاقه وثقافاته.. والبداية تكون من أنفسنا..

بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. أخى الفاضل: معمر عيساني
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحيي تحليلك الصادق مع النفس
    أخى : نحن بالفعل من يحتاج إلى إعادة تنظيم وتطهير بالداخل حتى نجد صداه بالخارج...

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة