فرنسي مسيحي، يحب الإسلام أكثر من المسلمين!!



يخبرني أخي المقيم بفرنسا عن موقف "إنساني" نبيل اتخذه أحد الفرنسيين المسيحيين في شهر رمضان.. برهن من خلاله على سلامة الإنسان مهما كان دينه أو معتقده.. فما دام أمام الإسلام فهو قابل للتعامل مع شرائعه بمنتهى الإيجابية، كونه دين فطرة وواقعية.. كما يبوح بسر تقدُّمِ الأوروبيين على غيرهم من العرب والمسلمين رغم حالة الكفر التي هم عليها، والسر يقول: إن الإنسان مهما كان كافرا، شريرا، شاذا، حقيرا... وكل ما أردت من رذائل.. هذا الإنسان سيكون ناجحا، قويا وأسطورة، إذا كان له "مبدأ" في الحياة.. فالمبدأ هو الذي يصنع المعجزات، ويضمن سلامة الروح والضمير.. وهو أساس الالتزام بالإسلام..
حصل أخي على وظيفة في أحد مراكز الشحن بفرنسا، وكان معه زميل من المغرب الشقيق يرافقه في العمل.. حسنا كانت أجواء العمل عادية كما يخبرني أخي.. ولم يجدا أي مشاكل مع صاحب العمل وهو طبعا فرنسي وبالمناسبة "مسيحي" الديانة ـ ولحد الآن نرى الحظ واضحا مع هذين العربيين في دولة تشيع فيها العنصرية ضد "أبناء الصحراء"ـ.. مرت أيام وحل شهر رمضان الكريم، وبدت ملامحه جلية في شوارع فرنسا بسبب العدد الكبير للجالية المسلمة بها.. وصادف اليوم الأول منه يوم عمل لأخي ورفيقه المغربي.. وكَون توقيت العمل لن يتغير، سيواجه العمال المسلمون عموما، ومن نتحدث عنهما خصوصا، صعوبات موضوعية في أداء هذا الركن العظيم من الإسلام..
ولكن فيما يبدو، لم تغب هذه الجزئية عن صاحب العمل الفرنسي، فقد كَلَّف نفسه عناء القدوم إلى الموظفَين، وإعلامهما ـ شخصيا ـ بإمكانية انصرافهما باكرا من العمل ليتسنى لهما الإفطار عند مغيب الشمس.. في هذه اللحظة تدخل العامل المغربي ليُقّلل من أهمية الموضوع، وتَرْك العمل على حاله بالنسبة له.. فهو غير صائم!!! مباشرة عند سماعه لهذا الكلام، رمق ذلك الفرنسي المسيحي العاملَ المغربي بنظرة كلها احتقار وتعجب من موقف إنسان لا يلتزم بدينه.. وكأن لسان حاله يقول: ما الجدوى من توظيف رجل لا يُخلص لدينه.. فكيف سيخلص لعمله؟؟ بعدها سأل أخي إن كان صائما، وحقا لم يكن حاله ـ ولله الحمد ـ كحال المغربي المسكين سامحه الله... فهو مداوم في أكثر سنوات إقامته بفرنسا على صيام شهر رمضان العظيم ـ إلا ما حبسه عنه من مرض أو حين كان في بداية إقامته..ـ
لابد أن الموقف لا يحتاج إلى تفصيل أو شرح وقائع.. ولكننا ننبه على إسلام أهل المغرب الشقيق والتزامه، فليست حالات التفريط في الدين والتسيب بعموم حاله.. كما لا نتجاوز عِظم الموقف الذي أبداه هذا "الإنسان" الفرنسي حيال التزام مسلم بدينه دونما عنصرية أو مضايقات.. ما يؤكد أن حالات العداء للإسلام والمسلمين في أوربا وسائر الغرب، تُعد نادرة إذا ما قورنت بتعاطف غالبية المواطنين في تلك البلدان مع الوافدين المسلمين إليهم.. مع الأخذ بالاعتبار الأعداد الهائلة للذين يعلنون إسلامهم كل لحظة في العالم..
أما صور المواجهة والرفض للإسلام فهي نابعة أساسا ـ في نظري ـ من تصرفات المسلمين العرب التي تجعلهم مشابهين لأجدادهم في الجاهلية.. فلا مبدأ لهم ولا أخلاق.. القوي يأكل الضعيف.. والقول الفصل لصاحب المال و"الوساطة".. ولا قيمة لديهم للعلم ولا للعلماء.. هؤلاء هم العرب كما يراهم الأوروبيون والأمريكان والآسيويون.. فمن قبيل أولى، سيرفضون كل ما سيأتي به "العرب".. وكونهم قوم يحملون رسالة الإسلام.. فقد حكموا عليه بالرفض من الآخر لسوء حامليه.. فصورة الإسلام وقبوله، مرهون في النهاية بصورة العرب خصوصا والمسلمين عموما، لأنهم هم السفراء "الرسميون" له.. فهل من معتبر؟؟
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

  1. حقاً من فــــرط فى
    حق دينه وربه يهون
    عليه التفريط فى أى
    شىء وفى وكل شىء!
    فهمها الفرنسى المسيحى
    بالسليقة السوية للأنسان

    ردحذف
  2. تدوينه اكثر من رائعه

    جزيت خيرا على الطرح المميز

    تقبل مروري:)

    ردحذف
  3. غير معرف11/1/10

    شكرا لكم أخي الكريم على هذا الطرح الطيب
    سبحان الله .. من يفرط فى الغالى .. يفرط فى كل شىء

    أعجبتنى هذه التدوينة .. أشكرك على كل حرف فيها
    حفظك الله وجميع أهلك والمسلمين أجمعين
    وجعلنا سبحانه من المؤمن الصادقين العابدين
    والحمد لله رب العالمين

    دمت بإيمان وطاعة للرحمن

    ردحذف
  4. غير معرف15/11/10

    حفظك الله واسكنك فى الجنه مع رسول الله ؟ والله اخى فى الله تئثرت كثيرا من هذه القصه فلعلنا جميعا نتعظ ونعتبر؟امين

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة