الجامعة... بيت الفاحشة؟


       مضت أيام فقط على الدخول الجامعي الجديد في الجزائر وسائر الدول الأخرى على الأغلب؟ وعادت الروح من جديد إلى الأحياء الجامعية، بعد ركود وجفاف... وعادت نفس المشاهد إلى الواجهة.. مشاهد العري والعهر على عتبات الحرم الجامعي.. وأي حرم بقي مع تلك الفتنة الناطقة في كل شبر من الجامعة؟؟؟

كان من المفترض أن تكون الجامعة مكانا لطلب العلم وفضاءً للبحث والاكتشاف وأرضية انطلاق للنخبة وللتغيير، إلا أن الواقع ينفي كل ذلك.. فما هو إلا بيت مرخّص للدعارة والفساد الأخلاقي... حقا جاز لنا السؤال ونحن في بداية هذا الموسم الجامعي عن عدد الفتيات اللاتي سيفقدن عذريتهن في الجامعة هذا العام... وعن عدد الطلاب والطالبات الذين سيصابون بالسيدا... وكل تلك المشاكل والعلاقات الخبيثة التي ستملأ ساحات هذه المؤسسة..

إنها كارثة حقيقية للمجتمع وموت بطيء لكل طاقاته وآماله الكامنة في الشباب المغلوب على أمره... فأي فكر وأي تفكير وتخطيط سيضعه الشاب والفتنة تتربص به ذات اليمين وذات الشمال... ألبسة تذبح الأنفاس على أجساد "الطاااالبات" وحركات إيحائية مخجلة تمارس عَلَنًا أمام الملأ، بل إن الجنس يمارس على قارعة الطريق في جامعاتنا والكل ينظر نظر المغشي عليه دون حراك وكأنه قدر... بل هي الرغبة الجامحة والفاحشة الضاربة بأطنابها في قلوب الناس... فأن تكون الجامعة بيتا للفاحشة فهذا معروف لدى الكل... وإلا فإن كنا لا نعرف فتلك مشكلة، وأن نعرف فالمشكلة أعظم؟؟

إصرار الأولياء على إرسال بناتهم إلى الجامعات البعيدة ما يضطرهن إلى المبيت في تلك الإقامات الجامعية الفاسدة، أهم سبب لتدهور الأخلاق في الجامعة وبالتالي انهيار هذه المؤسسة بكل ما عوّل عليها من خطط واستراتيجيات ـ إن كان هناك استراتيجيات ـ فالفتاة بعيدا عن أهلها في وسط بيئة مهيّئة للرذيلة مشروع ناجح للعهر وممارسة الجنس بأنواعه... نظرا لطبيعة المجتمع المنحل أصلا والمتعطش للحرية ـ خاصة بعد ما عاشه من كبت وانهزامية، سواء في الجزائر بعد العشرية الحمراء التي عاشها الشعب في وعيه ولاوعيه، وكذا حروب الشرق الأوسط لشعوب تلك المنطقة حيث عوضوا تلك الهزائم ببدائل جنسية روجها الإعلام العربي العميل، ولا ننسى الفتح الرباني لأهل الخليج في البترول والأموال المتوالدة ما يفتح بالتالي شهية البطون والفروج... وكل هذا الاستطراد أدلل به على اشتراك العالم العربي في هذه المعضلة وعموم الحال العربي في تخلفه وانحلاله... ـ

أما الذين يدعون قوة المناعة لدى بناتهم فأقول لهم إن بناتكم لسن أكثر عفافا من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة رضي الله عنهم حينما قال الله تعالى لهم في أكثر من آية: { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } /الأحزاب.32/ وقال تعالى أيضا: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }/الأحزاب.33/ وقال تعالى أيضا: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }/الأحزاب.59/ . فالتحرز من الوقوع في الإثم ليس دليلا على ضعف الإيمان بقدر ما هو دليل على التقوى والإيمان.. ثم إن مشكلة "الأنثى" ليس في ذاتها بل في من يتعامل معها ويراها ويفتتن بها.. فمسؤوليتها ومسؤولية من يكفلها ليست على نفسها فقط، بل على كل أفراد المجتمع ممن يتأثر بها...

إن إثارة هذه القضية المثارة أكثر من مرة، هو من باب التشخيص لواقع يلقي بآثاره على مجالات عدة.. قد لا نعير لها أي اهتمام.. فالأمراض العضوية والجنسية المتزايدة في كل يوم، ومختلف الأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية قد تبدأ من الجامعة... فلابد أن أكثر الشباب اليوم سيمرون بها ويأخذون كل منتوجاتها "الاستهلاكية"... وأعظم بلاء أن تصبح الجامعة أهم أداة في يد العلمانيين والماديين وأعداء الدين، لمحو الإسلام والثقافة الإسلامية واستبدالها بثقافة البغاء والديوثة... فأين العلماء والفقهاء ومن يدعي صون الحمى... ولِمَا لا نضع يدنا على الوتر الحساس مباشرة ونشدّه لإصلاح هذه الأمة التي لم يبقى فيها شيء إلا واستهدف بأنجس "الأسلحة"، ألا وهو الجنس.. هذه الجزرة التي يستعملها الغرب وأولياؤه في كل مرة للإيقاع بالحمار العربي في غيابات الجب؟؟؟

تعليقات

  1. تحية تقدير لأستاذنا الفاضل على هذا الطرح الذي يمنح فكرة عن الوضع، ويعري الواقع بما فيه، لكن الوضع متداخل لحدود أكبر يا أستاذ، فلن أنسى كلمات ذاك الأستاذ - عفوا ذاك الحيوان الضاري في صفة الأستاذية- وهو يصف لنا بتفاخر الذكورة تلكم الأجساد التي مرت على يده من طالبات الجامعة لأجل نقاط تعينهن على الانتقال من سنة لأخرى...
    الطالبة لم تكن عاهرة جلبت معها أقدم مهنة في التاريخ للجامعة لكن وجدت بيئة مليئة بالوحوش فتأقلمت معها بما فيها.
    لست مدافعا عن الفاحشة، لكن الأمر يتطلب تحليلا أكثر تعمقا، فباسم التحرر يفعلون، وباسم الحضارة يفعلون، وتأقلما مع الأمر ينحلون، فأين التوجيه وأين قوانين الحرم؟؟؟
    لا أحد يتكلم، الكل صامتون صمت الأموات فكما قالها جحا"هات تخطي راسي".
    أين كلمة الحق عند حاكم جائر يا أستاذ لتبيان الحق والدعاء باتباعه...
    شكرا على الطرح سيدي الفاضل.
    شاب مر على الجامعة.

    ردحذف
  2. غير معرف19/10/09

    عزيزي الاستاذ معمر عيسائي المحترم
    بعد التحية
    موضوعك جيد جداّوغيرتك علي دينك شيء مطلوب فيك وفي كل اخوانك من المسلمين .. لكن الخلل ليس في الجامعة فقط بل هي في كل المجالات كما قلت .. والاسباب يا سيدي ليست من الدولة ولا من جماعات العلمانيين ولا من تآمر الغرب علينا .. بل أسبابها من وجهة نظر ديننا الحنيف تكون من الناس أنفسهم .. يقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم في هذا الشأن : " من أعمالكم سلط عليكم " ولهذا انا باأذعل قوي من اي واحد بيكتب في اي ظاهرة انحرافية موجودة في المجتمع ويقوم وينسبها للدولة أو غيرها .. وهذا لا يعني انني ادافع عمال علي بطال عن الدولة اي دولة أو غيرها من المتأمرين .. بل ادافع عن فهم الاشياء كي توضع الامور في نصابها بدلا من هذه الشماعة أو تلك .
    وبالمناسبة لي بعض الملاحظات محبة في شخصكم الكريم بأكتبها اليكم عملا بالقول الكريم الدين النصيحة

    اولاّ : مدونتكم رائعة وجميلة وتستحق المتابعة ولكني آمل ان تحذف من اسم المدونة كلمة ( الأستاذ ) لأن في لغة العرب لا يقول الشخص علي نفسه " أنا الاستاذ معمر عيسائي " قد يفسره البعض ذلك بأنه كبر رغم انك انسان بسيط ومتواضع وهذا ظاهر ف وجهك الطيب

    ثانيا أحذف صورتك التي تضع فيها رجل علي رجل فهذا يفسره علماء النفس بأنه سلوك المتعالي

    ثالثا : أشكرك علي زيارتك لمدونتي التي أمل ان تستمر التي تفيدني فيها بتعليقاتك الفاهمة .

    دمتم .. حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم .

    ردحذف
  3. لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
    أوصل الفساد لهذه الدرجة في بلادي؟؟
    كم يحزنني قراءة مقالتك و لكن الذي يحزن أكثر الواقع الذي فيه شبابنا
    ندعو الله الهدايا لهم
    و الثبات على الحق لمن هو على الحق ليكون قدوة لغيره
    تقبل مروري المتواضع

    ردحذف
  4. أخي الكريم أعاود المشاركة من جديد وإن كنت أتساءل عن عدم إدراج مداخلتي السابقة وقد أعطيت للأمر تفسيرين أو ثلاثة أولهم أنني كمبتدئ قد لاأكون اتبعث جيدا خطوات الإرسال ،ثانيها أن ردي لم يرق إلى مستوى محتويات المدونة أما الثالتة وإن كنت أستبعدها وهي أن البعض قد يخلط مخلفات السياسة واختلافاتها بين الأشقاء بالثقافة والحوار وهدا شييء آخر لادخل لي به ..ومع ذلك دعني بداية أنوه بأسلوبك البديع وحسن اختيارك للمواضيع وطريقة طرحك التي تظهر أنك فارس متحكم في ثنايا لغته مغوار في صولاته جريء في جولاته حصل لي شرف العوم في أودية مدونتك بخصوص الموضوع الذي نحن بصدده شد انتباهي فيه تركيزك على الجامعة واعذرني أخي الكريم إن رأيت في الأمر مسألتين إما أن لهدا ارتباط بطبيعة عملك داخل حرم جامعي أو أنك خرجت لتوك من محيط محافظ تجد نفسك في مكان عفن أزعجتك رائحته النتنة وعالمه الفريد ..أسوق هدا لأني مثلك عندما دخلت الكلية أول مرة في بداية الثمانينات هالني أن أصادف فتيات في عمر الزهور تدخن السجائر وتعانقن الفتيان وتتبادلن القبلات دون أدنى استحياء بل يغادرن المدرجات ليلتحقن بالمقاهي المجاورة ..ولا يتورعن عن كشف أجزاء من أجسادهن بسبب أو بدونه ....دار الزمن وبدون شك التحق هدا الجيل بدواوين العمل في مختلف المرافق العمومية والخاصة وانتشر البلاء...نعم أخي لم يعد البلاء اليوم مقتصر على الجامعة بل إنك تصادفه في المراحل النهائية من التعليم الابتدائي وفي المدارس الإعدادية قبل الثانوية ... صدقني أخي لم أعد أعرف هل المسألة مسألة جرأة أم قلة حياء..ثم من المسئول عن قلة الحياء هده .سنكون ظالمين إن قلنا بدون تردد المدرسة ..وهي التي قرأنا عنها في صبانا..أنا المدرسة أجعلني ..كأم لاتمل عني ..ولاتكن كمأخوذ من البيت إلى السجن... أخبرني صديق لي مدرس في مدرسة خصوصية أن المدير التربوي طلب من فتاة في نهاية الابتدائي. أن تتقيد بزي المدرسة ..وأن ترتدي لباسا محتشما أتدري مادا حدث ..حضرت في يوم الغد التلميذة بمعية والدها ..الذي خاطب المدير قائلا : هل أحضرت لك ابنتي لتعلمها أم لتنظر إلى ركبتيها ....
    من المسئول إدا وسائل الأعلام هده الأدوات التي خلقت أصلا من أجل نشر المعرفة ...حدث أن رافقت ولدي وهو شاب تجاوز العشرين من عمره إلى مصحة خصوصية ،جلسنا في قاعة الانتظار.. كان بها جهاز تلفزة يبث برنامجا من قناة وطنية عمومية وكان الحاضرين سوية آباء وأبناء أزواج وزوجات وغيرهم يتابعون البرامج المصيبة أنه بعد الأخبار مباشرة وكنا في شهر رمضان ثم بث مسلسل تلفزي مدبلج باللهجة المحلية كله حوار ساقط وصور مسخه اضطرتني إلى مغادرة القاعة إلى حين وصول دورنا ...وهده التوعية في رمضان ولابلاش
    أما المجلات المنثورة في الشارع العام ووسط المدينة وماتضمه من خلاعة يخجل منها الشيطان ...فحدث ولا حرج ...
    وحقيقة بصراحة لاندري من زرع هده الألغام الذي كثر انفجارها وتكاد تحرق الأخضر و اليابس وسط أسرنا ومجتمعنا في كل يوم تظهر وقاحة جديدة الله وحده يعلم من أين انسلت...والضحية دائما هن بناتنا اللاتي يتخبطن بين الجرأة وقلة الحياء والحاجة ماسة إلى مواجهة هده الظاهرة حتى لانصل في النهاية إلى مرحلة الانهيار الأخلاقي وذلك قد يكون هو الانفجار الكبير ..لاأرانا الله إياه ....

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة