ما العلاقة بين الانتخابات المحلية والمجاري المائية؟؟

تم إعلان الـ29 من نوفمبر القادم موعدا لإجراء انتخابات المجالس المحلية في الجزائر. وبالتزامن مع هذا الإعلان شهدت عدة ولايات أمطارا صيفية بنكهة "طوفانية" لا لشيء إلا لهشاشة البنية التحتية في هذه المدن، شوارع فاضت أنهارا، وطرق مقطوعة، وبيوت مغمورة بالمياه والأوحال، وحالة من النكبة أصابت الأسر التي خرجت للعراء في غياب "قذر" للسلطات المحلية.

لابد أن يستحي الراغبون في الترشح للانتخابات القادمة من الظهور أمام الملأ، ودعوتهم للمشاركة في الانتخاب.. من المؤكد أن أول مشكل في الجزائر وأعظم سبب للتخلف ومعاناة المواطن هو مصالح الولاية والبلدية والدائرة.. إنها عُصبة من المتبجحين بخدمة الوطن وهم حثالة من اللصوص المرتزقة بمآسي الشعب.. كما عهدتموني أنا لا ألوم الحكومة ولا الرئيس في شيء.. مشكلتنا مع الأقربين أولئك الجالسون في المجالس المحلية.. هم من أوصل حياتنا اليومية إلى صورة شاحبة من الجهل والضنك.

قد تردون علي بأن المسؤول عن تنصيبهم هو النظام بعينه.. ولكن لا تنسوا أن معاملاتنا تبقى معهم: رئيس البلدية والدائرة والوالي.. نحن الأحق برقابتهم ومحاسبتهم، بل وتنحيتهم إن بدا منهم تفريط أو تخلي عن مهامهم.. لا يمكن لأي نظام حذق أن يعلم ما يحدث في دهاليز المكاتب المغلقة في المصالح البلدية من محاباة ورشاوى، يكون المواطن أعلم بها من غيره.. فالذين يقدمونها هم من فئة الشعب نفسه، ولكن هذا الشعب بعيد كل البعد عن مهامه "المدنية" لا يعي أي حق له مادام شغله الشاغل "كلوا واشربوا ولا تسرفوا".

إهمال كبير للمرافق العمومية، غياب تام للصيانة الخاصة بالمجاري المائية والطرقات.. حتما ستؤدي هذه الحالة إلى ما شهدناه من فيضانات ونكبات تصيب المواطنين دون سابق إنذار.. وإلا لو كانت البلدية تعمل عملها، لنام المواطن قرير العين، فالأمطار إن سقطت الليل بأكمله فالمجاري المائية كفيلة بتصريف المياه، والطرقات المهيئة لن تغمرها المياه أبدا.. وإن حدث أمر من هذا فالبلدية ستكون أول وأسرع من يهب لنجدة المواطن.. هذا لو كنا في جزائر أخرى. أما الآن.. فسحقا لكل مسؤول مفرط في مهامه.

بقلم / معمر عيساني