أنا أشجع التحرش ضد المرأة!


أكيد أنكم توافقونني الرأي.. رجالا كنتم أم نساء.. ههه، ليس الأمر مضحكا بل منطقيا جدا.. ما معنى أن تلبس المرأة سروالا ضيقا، أو عباءة تصف الجسد أكثر من تعريته.. بعطر يفوح على بعد كيلومترات؟؟ لا شك في أنها دعوة مفتوحة لعرض رائج هذه الأيام في طول الشوارع وعرضها.. فجُل ما ترمي إليه طرفك.. يأتي بهفوة وشهوة.. تـَحُضّك على اللمس أو الهمس.

تمشي وأمامك فتاة تلبس سروالا يكاد يتمزق لشدة ضيقه، يعلوه ربما معطف خفيف قصير، في كل حين تحاول الفتاة إنزاله قليلا ليستر بعضا مما كُشِف كثيره.. وكأنها فِطرتـُها التي تحرك يدها بتلك الحركة المُتكررة، والتي في نفس الوقت تشوّقك لِما خَفي؟؟ الجميع يُشاهد هذه الصور المبتذلة، كبارا وصغارا، عُـزابا ومتزوجين.. وإذا عمّت خفـّت؟؟
أظن أن المرأة بارتدائها ملابس مُغرية، تقدم تنازلا مبدئيا للرجل حتى يتحرش بها.. لا أرى في من عُرض عليه اللحم وأبى إلا ظالما لنفسه، أو مشكوكا في أمره؟؟ وعَودًا على بدء.. فالمرأة في داخلها تبحث عن اهتمام من الرجال بتعرّيها وارتدائها ما يصف ويشف..
وهذا الاهتمام قد لا يأتي كما تود هي.. فتقرأه أمرا آخر.. يُسمَّى في عُرف "من يغطون الشمس بالغربال": "تحرشا جنسيا"، وهو في الواقع ردة فعل ضرورية، بل وإيجابية من الرجل أمام هذه المواقف المُستفزة لرجولته، أو لنقـُل، لذكورته ووظيفته "التناسلية"؟؟
وهو مقبول جدا لدى المرأة في سِـرها.. فهذا السلوك اللامتحضر ـ كما يقولون ـ يُبرز لها.. أنها مصدر فتنة للرجال، وهو أقصى ما ترجوه كل أنثى.. في نظري على الأقل.. ـ أم لكم رأي آخر؟؟ـ
حسنا.. تريدون أن يحترم الرجال امرأة بالغة، وفاتنة، ومُظهـِرة لجمالها، تستقلّ حافلة مكتظة بالركاب، لا بأس.. وما قولكم في الرجل الذي يقف خلفها الآن في منتصف الحافلة، وتلتصق هي بمؤخرتها في مقدمته؟؟ ولا ضير بأن تنحني لتعديل حقيبتها الممتلئة بالمُشتريات.. وهنا تتوقف الحافلة فجأة، يمكنكم الآن أن تتصوروا المشهد كاملا.. ولا أظن الرجل مُذنبا.. حتى وإن بدا في الموقف طرف ثالث يعبر عن ردة فعل الرجل!!
هذا ولا ننسى تلك المكاتب المغلقة كالسراديب، في المؤسسات والإدارات التي تضم أعدادا من المُوظفات اللواتي يتنوعن في الشكل والمضمون، وكل منهن تفتح أبوابا للفتنة والفاحشة لا يعلمها إلا الله.. حتى وإن كن يَظهَرن بأزياء المحجبات المتدينات، أو كن متزوجات، أو كبيرات في السن.. أو ذوات مراتب في الوظيفة.. كلهن مستهدفات لا لشيء إلا لأنهن يحملن "نون النسوة".. ويتواجدن بأمكنة ما كان لهن أن يقصدنها أصلا؟؟
لا ريب في أن جميع الشباب المتسكعين على أرصفتنا اليوم.. يعرفون تمام المعرفة، أيّ النساء أعف، وأيهن سافرات مُميلات راغبات.. وهم يستطيعون الحكم بمنتهى النزاهة على شرف المرأة من دونه.. يحِق لهم ذلك.. لباسها، مِشيتها، حركاتها، أحاديثها، وإيماءات يديها وملامح وجهها.. كلها أَمارات تحَفـّـُظٍ أو ابتذال..
ومادام الأمر كذلك.. فلا داعي لازدراء الرجال الذين يتحرشون بالنساء بكرة وأصيلا.. حتى ولو أخرجوا من سراويلهم بعض الأشياء التي لا نرغب في رؤيتها..؟ ولكن، ما العمل إذا بادرت كل النساء إلى إخراج أسلحتهن باستفزاز واستهزاء؟ هل سيبقى الرجل أعزلا دون سلاح..؟
أحبتي.. ليست دعوة للوقاحة أو التعدي على حقوق المرأة.. لكنها رؤية موضوعية لظاهرة مستفحلة في مجتمعاتنا اليوم.. تتراءى لنا كل يوم في مختلف الأماكن التي نقصدها.. قد نخجل منها لأننا قد نكون رفقة أهلينا ومن نستحي منهم ونُجل.. وقد نرتاب منها إن كنا محل شكوك لدى المجني عليه!
لكن السبب الأول لكل ما ذكرنا ظاهر للعيان، لا يحتاج لبرهان.. هل كنا نسمع بهذه الأخبار المُخجلة يوم كانت المرأة ماكثة ببيتها في وقار واحتشام؟؟ وهل كان الشاب سيفكر في مثل هذه السلوكيات الساقطة، لو وجد الزوجة الصالحة باكرا ضمن ظروفه المواتية ليفتح بيتا، يُغنيه عن رؤية المُحرم وتتبع مسالكه إلى الزنا في كل حين؟؟
إذن لا تنزعجي أختي إذا ما تلفظ أحدهم بكلمة إباحية تجرح مشاعرك.. فأنت قد جرحت مشاعره مُسبقا بما ترتدين.. ولا تـُبدي غضبك أبَتِي لأنهم لمسوا ابنتك من مكان صعب المنال.. فأنت من سمحت لها بالتعري في شوارعنا.. أماه نحن نحبك ولكن لا تصرخي، فأنت السبب في تحريض بناتك على الاختلاط بالرجال حتى يُروّجوا للحومهم البيضاء والصفراء.. ولتجلس سيدي وترتاح، فزوجتك أنت من أهنتها حينما اشتريت لها ألبستها الضيقة والشفافة..
أما الختام.. فلترتدي أي واحدة من نساء الأرض، حجاب من خلقها وسترها، وِفق الشروط المنطقية والواقعية.. حجاب فضفاض لا يصف ولا يشف، بعيد عن الألوان البارزة، ودون عطور مُلفتة، وبنقاب يستر الوجه، فهو أساس الجمال، وأول ما يرنو إليه الرائي إذا ما أبصر المرأة.. فلتبدأ بهذا، ولتـُجانب الطريق ولا تمشي بوسطه مزاحمة للرجال، ولا تركب حافلات "الاحتشاد" و"البهدلات" إلا في خلوها من الاكتظاظ.. بل لا تخرج من بيتها إلا لحاجة معلومة.. ثم لتنظر.. هل أتى إليها سفيه يبغي إساءتها؟؟
بقلم / معمر عيساني