غزة: أين الضمير العربي؟
على أعتاب الشهر السادس، يباد سكان غزة مباشرة أمام أعين العرب، دون تدخل ولا نصير، في غياب مشاهد المسيرات والاحتجاجات والتضامن الإعلامي المعهود، وحضور مشهد الغياب وإعلان موت الضمير العربي.
ما يحدث
اليوم في غزة هو نتاج سنوات من العمل على هدم الكيان العاطفي العربي، واستبداله
بأنانية القطر فالفرد، على أساس عقيدة استهلاكية جعلت كلا منا لا يفكر إلا في نفسه
وما يملك وما يوفر لعائلته... وبطريقة أخرى ملؤوا قلوبنا بحبّ الدنيا!
كما أن نشر
ثقافة التفاهة والدياثة والمُجون ساهم بشكل مريع في تخدير العرب، وإرسال ضمانات
مطمئنة لأجهزة الاستخبارات المعادية حتى تشرع في أجندتها التي لن تقف بالتأكيد عند
تخوم غزة.
كيف لشعب مصر
ألا يحرك ساكنا وجاره يُباد جوعا قبل أن يُقصف؟ ومنذ متى أصبح الدعاء لنصرة
المسلمين المضطهدين مخالفة قانونية في الحرم المكي؟ ولماذا تسعى الإمارات لدعم تل
أبيب بكل شيء حتى تُهزم حماس؟
كل هذه
التفاصيل لم تأت صدفة، بل مرحلة كانت منتظرة بعد إعلان موت الضمير العربي الذي لم
نره إلا في "تمثيلية" جمعت فناني العرب ولن يجتمعوا مجددا بعد أن أغدق
عليهم موسم الرياض!
لابد أن واقع
الحرب في غزة مؤلم بما يعانيه الأطفال والنساء والشيوخ في النزوح بين مطرقة الجوع
وسندان القصف، ولكن بشائر النصر آتية وإن اجتهد الخونة ومن باعوا ذممهم بثمن بخس
في إخفائها...
لك الله يا
آخر معاقل الرجال يا غزة...
بقلم معمر عيساني
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..