لا تنبغي الإمامة لأمثالك!



إمامٌ يذكرُ الأساتذة بسُوء وقلّة أدب، من أعلى منبر مسجد في خطبة جمعة، احتجب عنه فيها كلّ آفات الدهر، وقد غفل هذا الإمام ذاته عما كان من اغتصاب العصابة لمقدّرات الوطن، وسبّح بحمد المسؤولين الناكحين لمعيشة المواطنين طولا وعرضا تحت عنوان "طاعة ولي الأمر". 


هذا الإمام الذي بدا في كلامه الغيِّ حقدُه على الأساتذة، لم يستح من وصفهم بـ "الفينيانين" رغم أنه لا يرتقي المنبر إلّا بخطبة أسياده وراتب وزارته الّتي كرّمت وزير داخلية فرنسا التي أهانت النّبيّ الحبيب محمد صلّى اللّه عليه وسلّم!


الإمام المسكين مَنَّ على المعلّمين ما تقاضوه عند إيقاف التّدريس بسبب كورونا، رغم أنه حصل على نفس الراتب والمساجد مغلقة وهو في سباته! وقد انتقد الإضرابات، رغم أن نقابته هدّدت بالإضراب وليس ببعيد عليهم الإضراب عن الجمعة إن لم تزدد رواتبهم!


الإمام الذي لم يتحدّث عن أئمة السُّوء والذين حصلوا على مناصبهم بالرشاوي، واللاهثين خلف الزردات، وضاربي الشيتة للوُلاة ورجال الأعمال، وضعيفي المستوى الذين لا يحلو النّوم إلا وهم على المنابر يهرفون بما لا يعرفون. 


هذا "الظالم" المدفوع بسوابق ربّما تكوّنت لديه بصدمات تعرّض لها في مساره التعليمي، أو خلافات شخصية استغل المنبر لتسويتها، قذف الأساتذة وعمّم حكمه في حديثه عنهم، وخرج عن سياق الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الشتيمة والإهانة دون اعتبار لمكانة من علّمه وزكّاه للخطابة ومنابر الرجال.


ومن هذا المنبر أطالب برفع دعوى قضائية ضد هذا الإمام لردّ الاعتبار لجيش الأساتذة الذي يواجه حاليا خط النار مهدَّدا بالإصابة بفيروس كورونا في أي لحظة، وقد استشهد نفر منه خلال هذا الدخول المدرسي. بل أني أناشد المسؤولين الأشراف في هذا البلد أن يسحبوا من هذا الرجل اعتماد الإمامة فما ينبغي له ذلك أبدا، ونرى قوله وفعله حين يُجرّد من راتبه وسكنه الوظيفي!


وهنا تذكير بضرورة سنّ قانون يحمي الأستاذ من القذف والتشهير والإهانة، فقد أصبحت سيرته على كل لسان، واستُبيحت خصوصيته وحُرمته، وعكّروا حياته، ولا أحد كلّف نفسه عناء الذود عنه بدءا بوزارته وانتهاء بالنقابات.


#معمر_عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة