مجتمع (العُرض)!



تفاعل كثيرون مع تكريم الشاب "بيلو"، واعتبره البعض استمرارا لنهج الرداءة، خاصة وأن هذا المغني مشهور بأغانيه غير المحترمة! ولكن هناك خلل ما!

المجتمع الجزائري متقبل جدا لأغاني الراي، وتوجد نسبة كبيرة من منتقدي هذا الفن يستمعون له في جلساتهم وسمرهم وحفلات أعراسهم، فهم لا يجسّدون مبادئهم بل يدوسون عليها في أول منعطف!

"بيلو" الذي يمثل "الراي العروبي" يغني كثيرا عن "العريضات"، ما جعله الناطق الرسمي لهن، (وحامل لوائهن في جهنم ههه).. وانتقاد تكريمه مخالف لشريعة الجزائريين في حياتهم الجنسية، فالجزائري يعشق "العريضة" ويتحرش بها، ويمنحها الأولوية في التوظيف، ويمارس "التحلاب" بأنواعه ليتودد لها، وهي تستفيد من أغلب الامتيازات بدءا بالسكن الاجتماعي إلى الإعانات المالية.

طبعا لا يمكن تجاهل ثقافة "الامتلاء أسفل الخصر"، المبدوءة من "كيم كارداشيان" إلى الشابة "وردة شارلومونتي" وما أصبح الإعلام مهتما به ومشيّدا عليه سيكولوجيا برامجه التلفزيونية، حسب اهتمام المشاهدين، بل إن هذه الثقافة ممتدة حتى في العصور السابقة، وما شِعر المتنبي وأقرانه الممجدون للمرأة الممتلئة بخافٍ في التراث الأدبي.

المجتمع الجزائري الذي يعبد "العُرض" _وهو حر في رغباته، مُآخذ في مقارباته الدنيئة لها_ منافق في اعتراضه على تكريم "بيلو"، هو شعب افتراضي يمجّد المبادىء والقيم، ويشمئز من المخازي، لكنه في الواقع يعشق ما يدعي التبرؤ منه آناء الليل وأطراف النهار.

نحن لا ندافع عن "بيلو" الذي يمثل الجانب السيء للغاية في تاريخ الفن الجزائري، وهنا أركز على اعتبار "الراي" فنا جزائريا، ولكن نؤكد كذلك على وجود قطيعة بين ما كان وما أصبحنا فيه من "راي"!

نحن لا ندافع عن مغني "الكباريهات"، ولكن لا نريده منشفة يمسح فيها المجرمون ما يدعون أنهم براء منه.. هذه الازدواجية حطمت المجتمع الجزائري وجعلته سهل الاختراق في الهوية، ومنتهى بطولاته حملات يزين بها منصات التواصل الاجتماعي، يرفض من خلالها استهداف الإسلام والعروبة، لكنه في نفس الوقت يمارس نوعا خبيثا مبطّنا من الاستئصال!


#معمر_عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة