شعب الله المختار و"الحشوة"!

الجزائريون بطبيعتهم يعتقدون في فصوص كثيرة من أدمغتهم أنهم متميزون عن شعوب الأرض، ولا يقعون في "الحشوة"، ويتمسكون بشظايا الماضي المضخم، حتى أنك لتحسبهم شعب الله المختار، وهم كانوا تحت حكم رجل يلبس "ليكوش".

حكومات شعب الله المختار تحتقره منذ الأزل، حكومات تمثل نظاما يمارس الشرعية الثورية لمصادرة الحريات، ويتقن "الخيانة" حين تبعيته لفرنسا قانونا ولغة وثقافة وحتى في "السكس". ولا نلوم هذا النظام وحده مادام الشعب يتفاخر باقتناء ملابس داخلية مصنعة في باريس، ويعتبرها مقياسا لآدميته.

مع التوزيع العادل لمخازي الوجود الجزائري المزين بالأكاذيب التي ستطيل حجب المستقبل ونهضة شعب الله المختار، سنوغل أكثر في الرداءة، وما أخطأ مالك بن نبي حين أسمى حشوة مسير حياته في بلاد "1 نوفمبر" بالعفن!

من ساس هذا الشعب استكثر فيه علب الياغورت بالأمس، واليوم يرى أن السيارة ليست فرضا ولا ضرورة من ضروريات الحياة لديه! نعم سيادة وزير الصناعة فكلامك صحيح جدا لو كان لنا مواصلات دائمة محترمة نثق فيها مثلما تثق أنت في موكب سياراتك الوزارية! هنا لن نُقتاد جهالةً خلف "الذباب"، وما أكثر الحشرات منذ مؤتمر الصومام! 

لم تقصّر الحكومات في عرض أحلام اليقظة على المواطنين، ولطالما تحدثت عن المدن الذكية رغم أن مدننا تغرق عند سقوط زخات المطر،  مدننا مليئة بالأثربة والقمامات والحفر، مدننا سكانها لا يفرقون بين الحدائق والمزابل، هي في الأصل منشأة بارتجال وارتشاء وافتراء!

حكومتنا قالت أنها ستوفر لنا سيارات أجرة تطير في السماء، وكان وزراؤها يستطيعون أن يسبوا هذا الشعب ولا يقولوا له كلاما مثل هذا! فكيف توفر النقل في الجو، ولازال "الروسوفار" يحشر الناس في الحافلات ويدك مؤخراتهم كي لا يتأخروا عن دوامهم.. وكيف تعجز الحكومة عن توفير سيارات برية بحجة العملة الصعبة، وتعِد الناس بسيارات جوية!

استغفال هذا الشعب "الي يستاهل" مستمر لا محالة، لأن الحراك الشعبي أضحى حربا عنصرية في منصات التواصل الاجتماعي، وآمال التغيير اِلتهمها مراهقوا النوفمبرية، ومتحمسوا المدنية، وأن تضع استراتيجية مستقبلية عليك أن تعيد رسكلة كل شيء على مدى جيلين أو أكثر..

وريثما نحقق شيئا ما إيجابيا في بلاد العزة والكرامة، يمكن لوزير النقل أن يطرح مشروع السفر عبر الزمن، وأن يتزعم وزير التعليم العالي حملة لاختراع "ذاك الشيء"، وأن يُملي وزير الشؤون الدينية قرآنا آخر..

في النهاية كما قال أحد الكائنات التي شاءت الأقدار أن تجعله "شاصية"، نحن لسنا مؤمنين، بل مواطنون وُجدوا للغائط و"الكاعط" والجيب "الزالط".

#معمر_عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة