عندما يسوق لنا الغرب أكاذيبه على شكل حقائق علمية!

أوصت منظمة الصحة العالمية قبل أيام بسحب دواء الهيدروكسيكلوروكين من علاج مرضى الكورونا، بحجة أضراره المحتملة على القلب! وهذا اعتمادا على دراسة علمية قامت بها دورية "ذا لانسيت" الطبية وهي من أهم الدوريات في هذا المجال.

الفريق البحثي في هذه الدورية الطبية اعتمد في دراسته على بيانات حوالي 100 ألف شخص مصاب بكورونا من 700 مستشفى حول قارات العالم، لكنها وضعت أعدادا من المصابين والوفيات من كلٍّ من أستراليا وبعض الدول الأفريقية أكبر من المعلن عنها حكوميا في تلك الدول، وتبيّن بعد ذلك وجود خطأ في طبيعة البيانات.

هنا قامت جريدة الغارديان بإجراء تحقيق مفصل عن شركة "سيرجيسيفير" (Surgisphere) الأميركية التي أمدّت الفريق البحثي ببيانات المرضى، وهنا الصدمو والمفاجأة!

لقد ظهر أن هذه الشركة مجهولة نسبيا، غير موجودة تقريبا على الإنترنت، وانقطعت عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي من 2017 حتّى مارس 2020، كذلك فقد وجدت الجريدة أن اثنين من العاملين في تحليل البيانات بالشركة يعملان بوظائف غير علمية، أحدهما كاتب روايات خيال علمي، والثانية هي عارضة أزياء وتتعلق بعض أعمالها بإنتاج الأفلام الإباحية.

هنا سنجد أنفسنا أمام إشكالية مصداقية المعارف التي تصلنا، والتوصيات المعلنة عالميا عبر مختلف الدوريات المعتمدة في شتى المجالات العلمية، هل نحن ضحية أكاذيب تُسوّق إلينا على شكل حقائق علمية؟؟! 

من المؤكد كذلك أننا سندرك كواليس خبيثة خاصة فيما يتعلق بصناعة الأدوية والحروب التي تدخل فيها الشركات المصنعة للظفر بصفقات تدر عليها أرباحا ضخمة من الأموال لا تراعي فيها الصحة الإنسانية بقدر مراعاة المداخيل الريعية!

فأين هم العلماء الذين يتشدقون بقيادة العالم المتحضر؟ وأين الجامعات المتصفة بالعراقة دون مواجهة للأكاذيب المعلنة عالميا على أنها توصيات علمية؟ وما موقع الحكومات من كل هذا الهراء والتلاعب بالطب وصناعة الأدوية والعالم يخرج من دوامة وباء كورونا الذي يحمل جدلا يكفي لإرغامنا على التصديق بنظرية المؤامرة؟!

#معمر_عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة