تبون وشعب الجزائر


نجح عبد المجيد تبون لحد الآن في تفعيل منصب رئيس الجمهورية، من خلال اجتماعات الحكومة وفتوحاتها التي تنقلها قنوات العاصمة بكرة وأصيلا بتضخيم يضاهي تأميم البترول، واسترجاع السيادة على التلفزيون! ونجح في بعث الدبلوماسية الجزائرية بحضوره (البيزنطي) في لقاءات التشاور بخصوص الملف الليبي، واتصالاته الماراثونية حسب شريط أخبار الساخن في الشروق والنهار، ولنكن صرحاء. قد كان هذا مغيبا تماما زمن بوتفليقة المريض، فلا صوت لنا في دول الجوار. ولكن القاعدة الشعبية بدأت تتوجس خيفة و(جيفة) من بعض سياسات الرئيس الجديد، رغم البروباغندا المبالغ فيها إعلاميا.

تبون الذي اهتم كثيرا بالشعب الليبي والتونسي (والعاقبة لموريتانيا)، على حساب الشعب الجزائري ( هههه les hommes)، يرى الوضع بمثالية بالغة! فحسب ما صرح به، على الأساتذة العمل مقابل المبادئ وليس الفائدة المادية! لازلنا ننتظر تلك الوعود والرؤى المنتظرة، ولو في خلفية مؤتمر صحفي بحروف عربية! فأين التعريب والقضاء على مشكل الحليب؟ وأين الأموال المنهوبة، وتطهير الساحة من بقايا العصابة؟ وأين التجديد والاقتصاد المنجي للقدرة الشرائية للمواطن؟
للأسف.. تبون لم يصل بعد لصورة الرئيس الملهم المعشوق إلا في حسابات فيسبوك الباديسيين النوفمبريين! هذا التيار الذي أخشى أن يكون رسكلة للشيتة في مسمى جديد! فالجزائري لازال يعالج في مستشفيات تونس، ولازال ديناره أقل سعرا من عملة كل جيرانه رغم التوترات الأمنية والسياسية فيها! طبعا لن تتغير هذه المعطيات بين شهر وآخر، لكننا نعوز استراتيجية واقعية تطمئننا على مصير دولة هشة هشاشة الكرتون يوم المطر.


بقلم | معمر عيساني


تعليقات

الأكثر قراءة