فرحة الحراك


كان للحراك الشعبي الذي أطاح بزبانية الحكم الفاسد في الجزائر دفعة حقيقية للروح المعنوية لدى المواطن، فقد استطاع أن يجعله يؤمن بإمكانية تحضّره، وسلميته، وتحرره!

مسيرات الجمعة ازدحمت بالصور الرائعة للإنسانية المتجسدة في سلوكيات المواطنين، الذين على غير العادة، كانوا ينظفون الشوارع بعد طوافهم بها، ولا يسبون ولا يشتمون! ولا حتى يتدافعون! وكانت الابتسامات بيان تواصلهم مع عناصر الأمن! ولم نكد نصدق بأن هؤلاء هم أبناء الأرض التي ثملت بالدماء في التسعينيات من القرن الماضي!
إلى هذا الحد كان الحلم الجزائري يتجسد ويتمدد، ولكن ركوب موجة الحراك من قاذورات السياسيين، وإلباسه ثرثرات النخبويين، واختراقه، وعدم نضجه وبعض اِرتجالياته، ذهب بريحه وكسر جُدُره، وكاد يخبو لولا من عضّ عليه بالنواجذ!
أجمل ما في حراكنا لو لم ننل عتق رقابنا، أننا أعتقنا أحلامنا، واستطعنا أن نُخرج معدننا الأصيل النقي المتآلف، عكس ما روّج له مصاصو دمائنا، وخائنو شهدائنا، فلنركز على هذه النقطة المضيئة في دهليز الأكاذيب والأدلجة، لأنها ستكون مصدر إلهامنا، واستمرار مسيرة تحريرنا، ومنعطف الانتقال من الحراك إلى البناء!

بقلم | معمر عيساني


تعليقات

الأكثر قراءة