57 عاما في الصندوق!


فشل المترشحون الخمسة لانتخابات 12/12 في الخروج من الصندوق القذر الذي عطّل بناء الوطن! لم يستطيعوا أن يجعلوا لظهورهم بعد الفتح المبين سمتا آخر و"كوستيم" أكثر شياكة ليخدعوا به من بقي في الغيّ والعيّ!

لازال السّاسة في هذا البلد، يعاملون المواطنين كالقطيع! يؤمّرون الناس لحشد التوقيعات للاستمارات، ومن ثمّ الأصوات، يتغلغلون هم ومن ينوبهم باسم الخير السابق والمصالح التي قُضيت رجاء سدادها كدين، وسدادُها أن تصوت لصاحب الفضل أو من يدعمه، فهي سلسلة منتهاها تغييب الهدف من انتخاب رئيس، وهو بناء الوطن، ليصبح مجرد تسوية اجتماعية بين أفراد شتى على مستويات مختلفة، تتداخل فيها صلة الرحم، والمعارف، ودعوات الولائم، وحتى جامات الفيسبوك!
لازال المترشح يدخل القرية والمدينة من أبواب الزوايا وكبار السّن والتنظيمات الطلابية المقتاتة! ونسي أن الشباب ترك الزاوية إلى الهاوية، وكبار السن لا نعي منهم حتى طقوس الاستنجاء، والتنظيمات المستميتة لأجل "الريسطو" والحفلات الليلية لا تفقه من الوطنية إلا "الواقي"، ونسي هذا المترشح أن اليوتيوب لا يرحم، وأن عقيدة "يتنحاو قاع" قد تقيأتهم! فبأي آلاء اللجنة المستقلة يزكون أنفسهم؟
على من يدعي احتراف السياسة، ونفي الذات لصالح الوطن والمواطن، أن يحقق تواجده بمشاريع واقعية يحررها مختصون وليس بخطب رنانة، وكرنفالات تجاوزها الزمن! ومن يسلك هذا الدرب كان عليه أن يبدأ قبل الحراك، بل إبان تسعينيات الذبح، لا أن يأكل غلّة الحاكم ويسبّ ملّة حكمه!

بقلم | معمر عيساني


تعليقات

الأكثر قراءة