أين مرشح النوفمبريين الباديسيين؟


احتل رواد التطهير بروح بيان نوفمبر والعلامة عبد الحميد ابن باديس مشهد التغيير الحاصل في الجزائر، هؤلاء انبثقوا من التراكمات الإيديولوجية التي فرضتها الهيمنة الفرانكفونية على سياسة وثقافة البلد، وبُعثوا بحماس الحراك ليصدحوا بأفكارهم الداعية لبعث الهوية الجزائرية الأصيلة حسب ما ينشرون ويصرحون، ولكنهم وهم في خط دعمهم لاتجاهات المؤسسة العسكرية وتوافقهم مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، لم يستطيعوا تقديم مرشح يمثل رؤيتهم، وهم من نصبوا أنفسهم أوصياء على البلد وورثة الرعيل الأول من المجاهدين.

أغلب الذين سحبوا استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ12 ديسمبر 2019 هم وجوه قديمة، لطالما حاولوا أخذ الفتات إبان عهد بوتفليقة، وكانوا يشاركون في مختلف المحافل (المهازل) الديمقراطية، رغم إدراكهم لواقع التزوير للنتائج، فكيف بهم يعاودون الترشح لانتخابات يفترض بها ان تتقيأ بقايا وداعمي ومموهي نظام العصابة!؟
بغض النظر عن الأسماء والنضال السياسي لكل منها، فالساحبون حاليا لاستمارات الترشح ليسوا حدثا! وليسوا ممن نعول عليهم لبناء الجمهورية الثانية التي نادى بها جمهور الحراك الشعبي، كما أن اجترار نفس الشخصيات كل مرة يكشف غيابا رهيبا للنخب الشابة الجديدة التي لم تستطع إلا التخندق مع أحزاب أو سياسيين معتادين، وكأن الجزائر عقرت ولم تستطع إنجاب بديل لتبون وبن فليس وبلعيد وووووو!!
الباديسيون النوفمبريون أصحاب حق لابد منه، وأطروحاتهم مشروعة، بحكم معاداتها للتبعية الفرنسية، لكنهم يحتاجون الانتقال من مرحلة المراهقة والعاطفة الحماسية والتبعية لمؤسسات أو اتجاهات تستثمر في قدراتهم في التعبئة والإعلام، إلى مرحلة التكتل والاندماج كفاعلين وليس مفعول بهم في المشهد السياسي، وخير ما يتحقق به ذلك، تقديم شخصية توافقية مستقلة ونزيهة وجديدة تحمل مشروع النهضة الجزائرية، برؤية تقضي على ما بقي من فساد العصابة وثقافة العبث في المجتمع، وتحيي مجد المواطن الجزائري العزيز الكريم.

بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة