مغني ناجح ومجتمع فاشل!


ما حدث ليلة البارحة في حفل "سولكينج" امتداد لحالة الدّياثة والشغور الّتي تعيشها "الأسرة الجزائرية"، وفاة خمسة حاضرين للحفل وجرح أكثر من 117 آخرين!! وكأنه كمين إرهابي وليس حفلا فنيا لمغني يُقال أنه "عالمي"...


 لا أعتقد أنّ الّذين حضروا حفل البارحة كلهم لقطاء! بل لهم عائلات أتوا منها.. وبغضّ النّظر عن الطريقة الّتي أتوا بها إلى الحفل.. فإنّنا أمام وضع كارثي، يهدّد المجتمع الجزائري في هويّته واستقراره النّفسي وتماسك شخصيّته واكتمال ثقافتها ومبادئها! فالّذين خرجوا للشّوارع مطالبين بالتّغيير، والّذين يصطفّون في المساجد، والّذين قرّبوا أضاحيهم للّه قبل أيّام فقط، هم ذاتهم من ملأ مدرجات ملعب 20 أوت واستمع لأغاني سولكينج ورقص وانتشى لدرجة الموت..

سولكينج نجح في مشواره الفني بعد أن نجا من الجزائر، كيف لا وهو ذلك "الحراق" الذي نال فرصته في فرنسا التي نكرهها في العلن ونعشقها في السر! واستطاع أن يجمع ثروة من إبداعه جاوزت الملايير من عُملة أويحى المفبركة، وأن يجمع خلفه آلاف المتابعين إن لم نقل الملايين عبر العالم.. لكن مجتمعنا الذي يتباهى بالاستماع لأغانيه، كان مجتمعا فاشلا، لم يحقق ذاته ولم يتمثّل هويته التي يتحدث عنها.. مجتمع يريد أن يكون متدينا وإباحيا وحداثيا ومثقفا وعصبيا وسياسيا ورياضيا ومعجزة في نفس الوقت! لكنه في النهاية لم يكن مجتمعا جزائريا أصيلا بل مزيجا من ثقافات أخرى حولتنا لشخصيات كاريكاتيرية إن لم نقل مريضة!


تعليقات

  1. تمنيت لو اطلت فى الموضوع وقمت بغرص مشرطك الى العضم وتكلمتنا على اسباب هذا العضال لانه لم ياتى من فراغ ولكنك وان قلت ذالك فالقول ماقلت سى معمر

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك أخي
      حقا كان مقالا مقتضبا، ولكن لنا عودة بالتفصيل لهذا الواقع الوهن والعفن الذي نعيشه

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة