أبناء دائرة الاستعلام الجدد!


    بعد سقوط جهاز المخابرات الموالي لنظام بوتفليقة، واستحداث منظومة أخرى منبثقة عن الجيش، أصبح لزاما على فروعه إيجاد عناصر جديدة لخدمته وإيصال أذرعه لشتى نواحي البلد بل وخارجه، وهنا سنتحدث عن تجنيد المخبرين الجدد!

جهاز المخابرات الجزائرية المعروف بدائرة الاستعلام والأمن مشرف حقا بدءا بمؤسسه عبد الحفيظ بوصوف، حيث أفسد عيشة فرنسا بالجزائر وأنهكها حتى على ترابها! لكن بتوالي الحقب وتغلغل عملاء فرنسا دخل خانة مظلمة أرى أنه لم يخرج منها إلا مؤخرا على يد التطهيريين الأحرار في الجيش، وقد عمّر محمد مدين في منصب إدارة المخابرات واِلتصقت به تهم كثيرة، نفاها البعض بقدر ما أثبتها آخرون.. وللزمن وشهادات الرجال ما سيفي بغرض رجل رهن الاعتقال في المحكمة العسكرية!
تسعينيات الإرهاب وألفينات "الشكارة" وبوتفليقة رسخت في ذهن الجزائريين أن المخابرات موجودة في كل مكان، حتى في بيوت الدعارة!! واستفاد من هذه الفكرة كثير من المرتزقة والانتهازيين، فراحوا يستقوون على من لديهم حسابات شخصية معهم، بل إن البعض كان يلفق التهم والسيناريوهات لينال من منافسيه في مجالات عدة!
أساتذة وطلبة جامعيون، موظفون وإعلاميون ومدراء جرائد وأصحاب مناصب نافذة أو إدارية بسيطة خاض بعضهم حروبا بيزنطية بغرض ارتداء لباس المخبر "الواعر" الذي يعرف أغوار الدولة والوزارة والولاية والمديرية والبلدية والدائرة، وأنه "يفري الصوالح" وله من المعارف ما يوصله لعزرائيل! لقد كان نفر منهم "دنيئا" لأنهم لم يراعوا قداسة هذا الجهاز الموجه في الأصل لصالح المواطنين، فجعلوه فزاعة ضدهم! وعشرية الإرهاب شاهدة على حجم الظلم الذي تعرض له آلاف لا حول ولا قوة لهم إلا أنهم سيكونون شهداء على الظلمة يوم يُساقون إلى جهنم زمرا زمرا!
اليوم ومع إشراقة جديدة تمتلئ أملا، تحتاج المخابرات إعادة رسكلة لمخبريها، ولابد من هذا لضمان فاعليتها ومواجهة أي مخاطر على الوطن، وستلجأ إلى تجنيد مئات المخبرين الجدد من عموم هذا الشعب وخاصته. هنا أدعو القائمين على هذا الجهاز المحترم لمكانته في ضمان الأمن الداخلي كأي دولة في العالم، لأن يمحصوا جيدا أولئك الذين يعرضون أنفسهم ليكونوا مخبرين جدد! كثير منهم كان خادما نذلا لنظام بوتفليقة، كثير منهم انتهازي لا مبدأ له يسير مع الموجة أنّى اتجهت! كثير منهم يستطيع تبديل دينه وجنسيته وخيانة وطنه، فولاؤهم لمن يدفع أكثر!
نريد أبناء بررة في دائرة الاستعلام والأمن! كأولئك الذين جاهدوا بأغلى ما يملكون لصالح الجزائر إبان الثورة وحتى فترة التسعينات بل وزمن بوتفليقة، فلولاهم لكان مصيرنا أسوء مما نظن! نريدهم على فطنة ودهاء، ولا يهم مستواهم العلمي بقدر نزاهتهم ومبادئهم وولائهم للوطن وخدمة المواطن! نريد من لا ينقلبون علينا يوم الفتنة! نريد من لا يلفقون الأكاذيب والتهم ليفرضوا منطقهم وسلطتهم على أبناء منطقتهم! نريدهم رجالا وكفى، رجالا وكفى!
تحية تقدير لكل منتسب شريف لجهاز المخابرات الجزائرية.. فنحن نعي حجم المخاطر والصعوبات والتحديات التي واجهوها وسيواجهونها في سبيل الله والوطن.
بقلم / معمر عيساني


تعليقات

الأكثر قراءة