من هو رئيس الجزائر المقبل؟


بعد إقرار الـ4 جويلية موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر، والاطلاع على نوعية المترشحين للرئاسيات التي كانت مقررة في الـ18 أفريل قبل تأجيلها، بدأتُ أفكر في أسماء ستُطرح بإلحاح في المرحلة القادمة كمشاريع لرئيس جديد.

أول كارثة قد يتعرض لها الجزائريون هي صناعة رئيس مفبرك كالعادة، بإحضار اسم وتلميعه وتصويره كمنقذ للبلد، وتمريره بشكل مفرط في الإعلام، لتسليمه الرئاسة سواء بانتخابات نزيهة يتعرض فيها الناخبون لغسيل مخ، أو انتخابات مزورة بطريقة احترافية معتادة.
هذا الاحتمال وارد جدا بالنظر إلى غياب تغيير حقيقي للفاعلين في الساحة السياسية، وبقاء خيوط اللعبة وآليات تنظيم الانتخابات في يد الدولة العميقة المتجذرة والممتدة إلى فرنسا وأمريكا! ولكن نُبقي على شيء من التفاؤل إذا اعتبرنا أن قيادة الجيش نزيهة وتريد الخير لهذا البلد، وهو ما يبقى احتمالا أيضا.

مقري، وجاب الله ونظراؤهم من رجال الإسلام الديني مفلسون، ومن الصعب جدا فوزهم بالرئاسيات، سواء كان ذلك بإعراض الشعب عنهم لأسباب اجتماعية تاريخية تعود إلى تجربة التسعينات الفاشلة، وضياع مصداقية هؤلاء المعارضين الذين فشلوا حتى على مستوى قيادة أحزابهم وحمايتها من الانشقاقات.
بن فليس ونكاز يملكان بعض الحظوظ ـ في انتظار ورود أسماء جديدة ـ لشعبيتهم، ومواقفهم، وظهورهم المشرف في الإعلام، رغم أن بن فليس كان ضمن منظومة بوتفليقة ذات يوم، وفرنسة نكاز المقيد بدستور الحجر عليه.
طبعا لن أتحدث عن فضلات أحزاب السلطة وشخصياتها الملطخة بالفساد، لأنها فقدت كامل مصداقيتها، ولا حظ لها بالفوز في الرئاسيات إلا إذا كان الشعب مغفلا منبطحا لما قد يسوّق له الإعلام المدجّن.

بالمقابل، نجد "عبد المجيد تبون" الاسم الجامع لكثير من الجزائريين بعد ما كسبه من تعاطف حين توليه رئاسة الحكومة ووقوفه ضد رجال الأعمال، وإقالته بسبب ذلك! تبون المشتبه في ضلوعه في قضايا فساد هو وعائلته، قد يستطيع أن يكون الرئيس التوافقي الذي يجمع بين استمرارية (حشوة) النظام المتجذر في البلاد، وإشباع رغبات الحراك الشعبي في اختيار منقذ للبلد! خاصة وأنه لم يحرق ورقته في ترشيحات رئاسيات 18 أفريل، ولم يظهر في الإعلام منذ فترة..
الجيش الذي يشرف من حيث ندري ولا ندري على هذه المرحلة الانتقالية، من الممكن أيضا أن يقدم مرشحه الذي يرضاه، ليكون ترسيما مدنيا لحكم العسكر، الذي أراه مكرسا منذ استقلال الجزائر، فلا أعتقد البتة أن مؤسسة الجيش تنحت يوما عن حكم البلاد، إنما هي أدوار تمثيلية، وسياسات ذكية لتثبيت واقع معهود في الدول المتخلفة.. هنا لا أجزم في نوايا الجيش، وقد أميل إلى الرأي القائل بتطهيره من بقايا " الكابرانات الحركى" حتى يثبت عكس ذلك!
في النهاية، رئيس الجزائر المقبل مطالب بالإشراف على نهضة حقيقية، ترفع شأن الاقتصاد الوطني، وتصلح مؤسسات العدالة والتعليم والصحة، وتحقق الاستقلال الحقيقي عن فرنسا وقطع التبعية الإدارية والسياسية والثقافية لها، مع إنقاذ ما يمكن إنقاذه في نفوس الجزائريين الذين انقسموا بين غرقى الحرقة، ومساجين الحقرة، ومدمني الغبرة...!
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة