يوم الوطء!


احتفل الناكحون في الوطن العربي كسائر مواخير العالم بعيد الحب، أو ما أسميه بيوم الوطء! هذا اليوم الذي يرسّم ماهية الإنسان الزائغ المفبرك لمجد تفاهاته باحتفالات رمزية ظاهرها تحضّر ورقي، وباطنها عفن وإفلاس مشاعر مبين.

بعيدا عن أصل هذا الاحتفال القائم على معتقد مخالف لديننا الإسلامي، وتماشيا مع موجة التغريب و"اللامبات"، فأنا أتساءل حقا عن جدوى اقتناء الهدايا في هذا اليوم!! ولا أرى فائدة من ذلك إلا زيادة أرباح محلات بيع الهدايا ـ وبصحتهم اليوم دارو دراهم صحاح ـ، كما أنه وجه من وجوه الانضمام لقطيع المقلدين الذين لا يعون من سلوكاتهم إلا ما يريح أنفسهم بأنهم مثل أولئك المنعّمين في أوربا.. أما واقعهم فجَريٌ خلف الخبزة في أحلك ظروف الحيوانية.. فلا اعتراف بالآدمية في بلاد بني يعرب وأمازيغ!
وبناء على زيف كل مظاهر الاحتفال في مضمونها المعنوي، نصل إلى نتائج الاحتفال الذي هو بدوره قد يكون محصّلة أو بداية أو مجرد فاصل في سلسلة من العلاقات الجنسية المفتعلة تحت غطاء الحب والتضحية وخرافات المسلسلات التركية والمكسيكية والمصرية وحتى العاصمية... فالمحتفلون في النهاية ليسوا أزواجا مؤهلين لحياة المسؤولية.. بل مراهقون تحركهم الشكليات وصور السيلفي والتمظهر أمام الآخرين.. وحتى أولئك المتزوجون المحتفلون فهم في محاولات يائسة لحفظ ماء الوجه أمام الكم الهائل من الحشو المبالغ فيه والذي تتعرض له نساؤهم وحتى عقولهم.
14 فيفري ما هو إلا أمارة أخرى من وهن هذه الأمة التي كان من المفترض أن تكون في الريادة إلا أنها مجرد حاوية للسلع المقلدة الرخيسة.. فالحب الحقيقي لا قيد له إلا الزواج ودخول غمار الحياة الناضجة بشكل إن لم نقل يتلاءم مع الشريعة فهو يحقق الفطرة.
بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة