أسطورة شعب ونذالة إعلام!

الساعون لسحب استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها شهر أفريل المقبل، بدوا فيما صورهم الإعلام القذر في "بلادي أحبك" كعرائس القراقوز، متخلفين عقليا وحتى جسديا! مؤكدين على فكرة واحدة قصمت ظهر البعير وكسرت عصا الحادي، وهي أن الاثنين والأربعين مليون جزائري ليس منهم رجل رشيد! قادر على الأقل أن يتمظهر بصورة الرئيس الزعيم الموقر! باستثناء الخيار القائم منذ عشرين سنة!


رئاسيات 2019 أعادت اجترار أسماء معهودة فقدت مصداقيتها بمواقفها المتغيرة و"نفاقها" السياسي، وأخطائها التي أنهت صلاحية الأحزاب التي ينتمون إليها، وهي كذلك مجرد نتاج هجين وُجد في مخابر النظام، فليسوا مفاجأة، ولن يصنعوا المفاجأة، و"الغاشي" حفظ أسطواناتهم المكررة منذ نهاية عشرية الإرهاب.

وبغض النظر عن اسم أو اسمين يمثلان القفزة النوعية في أفق الانتظار لمتابعي الشأن الجزائري، فمجموع الذين سحبوا استمارات الترشح ولن يقدروا "مؤكدا" على جمع التوقيعات، أهانوا الجزائر تاريخا وشعبا! فكيف لأناس هم أضحوكة أحيائهم التي يسكنونها أن يظهروا على شاشات التلفزيون ويفصحوا عن رغبتهم في الترشح للرئاسيات، والجلوس على مقعد بومدين وزروال!! آه كم "سابت" هذه البلاد يا شهداء الأمس واليوم!!

إن كانت الأرحام عقرت، فلابد أن بوتفليقة هو الأقدر على تسيير البلد ولو في تابوت، ولكنني أشفق على هذا الشيخ الذي أقعده المرض منذ عقد تقريبا، ألم يئن له أن يستريح! ألم يحن موعد استفاقة من يدعي الحرص على الجزائر لوضع رئيس على الأقل يمثلنا في المحافل الدولية ويشنف أسماعنا بخطاباته!! الراغبون في التغيير ليسوا بالضرورة معارضة أو مشوشين على استقرار البلد.. فمنهم الذي احترق قلبه من نظرة الآخرين إلينا كوننا دون رئيس "فعلي"، ومنهم من يحب بوتفليقة الذي لم يكن يمضي يوم إلا وشاشة التلفزيون تضج بمقابلاته التلفزيونية التي أعادت الكثير من هيبة جزائر السبعينات!

بقلم / معمر عيساني

تعليقات

الأكثر قراءة