في معرض الكتاب.. يتجدد اللقاء

      جميل ارتياد أمكنة الثقافة والأدب، والأجمل لقيان أحبة على الفؤاد، ربما لا سبيل لوصالهم غير توافق الزمان والمكان تفرّدا من حين لآخر.. وكان لمعرض الكتاب الدولي الـ18 بالعاصمة الجزائر فرصة تجدّد اللقاء وحديث الأصدقاء في أيام لها من طيب الخاطر ما يُعطر الذاكرة.. كانت ثلاثة أيام حافلة باللقاءات والمفاجآت وتصفح أمهات الكتب وما جدّ في عالم التأليف، ولسلطة الفايسبوك كعادته أمر ونهي في من نلقى ونحفل بمجالسته..



"منير سعدي" ذلك الجلفاوي المفسبك الهاوي والمتطلع بنفس الشباب إلى الإبداع والتألق.. كان أول من اِلتقيته رفقة صديقي العزيز "أحمد ملياني" .. لحظتها انطلق البوح والحرف بمجرى المصارحة والطرح لقضايا فكرية واجتماعية عدة، لتتسع فسحة النقاش بمعدّ برامج بالتلفزيون الجزائري "نور الدين" ، حيث لامسنا واقع الإعلام الجديد وتجارب الشباب في غماره، بما في ثناياه من حساسيات ورقابة.

وقد شاركنا الحديث أيضا إحدى مقدمات الأخبار سابقا بقناة الأطلس .. كما لا ننسى شخصيات أخرى وإن لم نكن على ترسيخ بصداقتنا معهم إلا أنهم أبهجوا القلب بحديثهم ورأيهم البسيط العفوي فيما خضنا من أقاويل..



عندما تزور معرض الكتاب الدولي بالعاصمة لابد أن تلتقي بخامات القلم الجزائري.. كان أولهم الروائي القدير "واسيني لعرج" الذي وقّع روايته الجديدة "مملكة الفراشة"، كما تشرفت بلقيا الكاتب "علاوَة حاجي"الذي عرض مؤلفه الروائي "في رواية أخرى".. ولا أنسى الأستاذ "بشِير ضيف الله" والذي قدم بدوره دراسته المميزة "الوقائع الأسلوبية وخصوصياتها في قصيدة لاعب النرد لمحمود درويش".


ظفرت أيضا باللقاء مع الإعلامي والمثقف "عبد الرزاق بوكبة" الذي سُر كثيرا بلقائي خاصة بعد إخباره بمتابعاتي السابقة لبرامجه الثقافية عبر التلفزيون الجزائري.. وكما قلت له: كانت أمي تناديه "تاع الثقافة" ... هههه.. "يوسف بعلوج" المدون الأنيق أكّد لنا جمالية شخصيته بأحاديث موجزة لكنها معبرة ولبقة من شخص يذكر مدونتي ولا ريب.. "عبدو" الفتى المشاغب.. لم يفوّت فرصة اللقاء بي رفقة "أحمد"، والتقط معنا صورا للذكرى تؤرّخ للحظة..


مفاجأة المعرض بالنسبة لي ولصديقي "أحمد" اللقاء بالكاتب "عمر أزراج" الذي اهتم بنا واحتفى برغبتنا في التواصل معه.. ولعله أصاب حاجة في نفسه وهو المعارض لدى وصفه لنا بجيل التغيير والمستقبل.. "عمر أرزاج" عبّر عن سعادته بمعرفتنا وحيىّ فينا روح العلم والثقافة على موعد بالتواصل معه أكثر عبر الفايسبوك..


في خضم هذا الزخم.. لم ننسَ الكتاب أنيسنا الدائم والصادق.. كُتب لا حصر لها تنهش العقل وتغريه للاقتناء وتصفّح عناوينها.. ورغم قدسية المناسبة واحتشاد العارضين إلا أن النقائص في التنظيم وإغفال الجانب التسعيري المرتفع حال دون تعميم الفائدة وتسويق أكثر شعبية للكتاب..
زيارة العاصمة وإن كان هدفها معرض الكتاب وما يصاحبه من تظاهرات ولقاءات فهي تستدعي التأمل أكثر في الوجه الرسمي الأول للبلاد.. العاصمة جميلة بكل ما تحمل الكلمة من نقاء وإغراء.. إلا أنها تنوء بحِمل الماضي ببناياتها البالية وأزقتها المغمورة السالية..

العاصمة وإن استفادت من الميترو والترامواي ومشاريع عمرانية كبيرة، إلا أنها لا تزال في حاجة إلى النظافة وتهيئة أحيائها القديمة وتنظيم وسائل النقل بها، وضمان خدمات الفندقة والتموين والأمن بجودة أفضل من الموجود.. هذا أدعى لأن تكون العاصمة بحق عاصمة الجزائر..

ختاما.. لابد من التنويه برفقة الرائع "أحمد ملياني" الذي لا مكان لمشقة السفر إذا ما داعب عينيك بابتساماته وأذنيك بأحاديثه الداعية إلى مزيد من التأمل والتفكر.. طبعا، كنت أتمنى أن ألتقي هذا الموسم بعدد أكبر من أصدقاء الفايسبوك في معرض الكتاب، إلا أن الظروف حالت دون ذلك.. وإن كان فالوصال لازال قائما وسيبقى بإذن الله..
/ معمر عيساني /
























تعليقات

  1. صفاء17/6/14

    هنيئا لكم اللقاء ... جميل أن تصحب الأصدقاء بأروع لقاء ... ما أبهرني وتمنيت أن أكون مكانكم هو لقاء الروائي واسيني الأعرج .. تحيتي لك أستاذ معمر ومبارك لكم اللقاء

    ردحذف
    الردود
    1. بإذن الله تلتقين مع خيرة الكتاب الجزائريين يا صفاء :)

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة