نداء لأحرار مصر قبل الرّدة

          لا داعي لسرد أخبار الوضع في مصر هذه اللحظات.. فردّة حقيقية تشهدها أرض الكنانة على اختيار منطقي كان قد أفضى به أول انتخاب ديمقراطي بعد سقوط النظام السابق.. ثورة مضادة يشنها أتباع الشبقية والأهواء ورؤوس العلمانية لا لشيء إلا لأنهم ضد الإخوان، وضد الإسلام، وضد كل ما له علاقة بمنع الإباحة والميوعة والخمريات والكباريهات.. ويكفي قذارة هؤلاء "الثائرين" أنهم فضلوا حكم مبارك النذل على حكم مرسي السيد.


80 مليون مصري الآن.. كم منهم نزل للساحات واحتشد مناديا بإسقاط مرسي؟؟ مليون مليونان، 20 مليون؟؟ هل هي أغلبية؟ كيف لشرذمة من أراذل الفكر والسلامة الخلقية يدعون لذهاب رئيس لم يمض على حكمه إلا السنة الواحدة.. وبالأمس القديم فقط كانوا يستبشرون التغيير الإيجابي من رئيس استمر حكمه وإذلاله للشعب 30 سنة.. طبعا هم يتناسون تقبيل أيادي مبارك.. وينتفضون لصلاة مرسي وشعبيته وبساطته.
إذا استمرت المراهقة الشعبوية في مصر على هذه الحال، لن تزيد فترة حكم الرئيس الواحد على السنة أو بضعة أشهر.. إلا إذا أتى القوم من يوافق أهواءهم.. رئيس يتغزل برضا أمريكا وإسرائيل.. ويوغل بأزقة القاهرة في زمن العهر والعري..
مُرسي.. لم يستطع التحرك للحظة وإنجاز ما يريد.. قيود من كل جانب.. قلناها ذات مقال سابق.. مصر، لن تتركها أمريكا وأوربا بأن تقود نفسها بنفسها.. وتتحكم في سياستها، وتصنع حكمها بإرادتها.. فنهضة هذا البلد تعني نهضة لسائر العرب وانتقالا من الضعف والهوان إلى التحضر والقيادة.. وهذا ما لن يرضاه الصهاينة والغرب.. إنه محك حاسم لتجسيد ما أتى به الربيع العربي.. وترقب لمدى الوعي وثقل أهل الصواب والعقل أمام العلمانيين وأذيال التبعية الخارجية..  
رسالة لأحرار مصر.. أولئك الذين يريدون الاستقرار في بلادهم.. والخروج بها من عنق الزجاجة إلى رحاب التطلع لغد مشرق.. اخرجوا وواجهوا دعاة الفتنة والانقلاب على شرعيتكم أنتم.. فأنتم من اختار مُرسي في الأول والأخير.. فدافعوا على اختياركم أمام زمرة من الأنذال تُحركهم شهواتهم وضلالاتهم.. لا أدعو للمواجهة العنيفة.. أبدا أبدا فهؤلاء المتخلفون لا يستحقون إلا البصق والإهانة.. عذرا فحقا هذا ما يستحق هؤلاء الأنجاس..
أحسن دفاع عن شرعية مُرسي.. منع انتشار الشعبوية في التحركات النخبوية في البلد.. وإحاطة الاحتشاد بسلاسل المواطنين المنحازين لا للإخوان المسلمين، بل للأمن والسلام في مدن مصر وشوارعها.. مع ضرورة تدخل الجيش لإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة بعيدا عن مراهقة الشباب الذي لازال مهووسا بموضة الثورة التي انتهت وحل محلها ثورة البناء والتشييد..
اللهم احفظ مصر وسائر بلاد المسلمين.....
معمر عيساني

تعليقات

  1. سفيان4/7/13

    لن يحتجب ضوء الشمس بالدخان ولو كثرت المداخن......

    ردحذف
  2. هو ذاك محمد مرسي

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة