عرب إيدول في سوريا، ومرسي المقاومة.. ورمضان الحار


نجح الفلسطيني محمد عساف في افتكاك لقب العرب إيدول في مسابقة الغناء العربي على قناة الـmbc، وقد أكد البرنامج التلفزيوني حالة اللاوعي الشعبوي في دول الشرق الأوسط تحت وطأة التخدير الإعلامي، والتغييب العلني عما هو كائن في سوريا من مؤامرة، وحالة الانقلاب التاريخي على شرعية الأمة في مصر ضد محمد مرسي الرئيس المنتخب، وعلى أعتاب رمضان نجمع أطراف ثوب مهترئ ملطخ بدم الموت والجبن.

الإنفاق الباهض على فكرة البرنامج، وتهافت العرب برسائل الـsms على دعم المرشحين للفوز باللقب، عكَس سذاجة المُشاهد في الدول الإسلامية، ففي الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من الاحتلال جنوبا، ويجأر السوريون من شدة البلاء شرقا، ينعم أهل الفن والطرب في لبنان بالعرب إيدول ولا على بالهم شيء..
الشباب المشارك في المسابقة واجهوا حملات فايسبوكية تنتقد الحالة الوردية التي يظهرون بها ومقتضى الحال أسود الوقائع.. ولكن وكما هو منتظر من شبه رئيس.. عين "محمود عباس" حامل اللقب "محمد عساف" سفيرا للنوايا الحسنة كمثل خطوة الأونوروا.. عموما كل شيء أصبح مستهلكا.. ننتظر من الأخ "عساف" أن يتفضل بصوته الرخيم ليحنو على عاتق اللاجئين الفلسطينيين لعله يخفف عنهم، أو يبني لهم وطنا من ألحان.. بالمناسبة نبارك للأخ فوزه، فنحن لسنا ضد الفن والتفنن والفنفنة..
لا يكتمل المشهد الإعلامي في موضوعنا إلا بالتمرد المراهق الذي يريد إنزال الملك عن كرسيه في مصر.. رغم انتخاب "محمد مرسي" إلا أن شرذمة من مروجي الرذيلة والجنس والخمر، ممن يخشون على ملذاتهم من حملة التطهير "الإخواني".. يسعون لانطلاق ثورة "نجسة" لتصحيح مسار... لا أدري أي مسار يقصدون فالمسارات كثيرة ومتعرجة في أذهان الفنانين والراقصات المصريات اللواتي يشكين هذه الأيام عزوف الجماهير عن الإمعان في خصورهن وأردافهن..
الانقلاب "الماجن" على "مرسي" يؤكد نظرية اللادمقرطة للشعوب العربية.. إنهم قطعان لا يحكمهم إلا الدين أو السيف.. والسيف أصدق أنباء من لغط الكلم.. أين العقلاء في مصر؟؟ أين الأزهر؟؟ وأين الثمانون مليون مصري.. أم أن لكل واحد منهم جارة "رقاصة" بتفتح للزباين..
سوريا لا تنتظر إلا زحفا من إسرائيل، أو قصفا هستيريا من المارينز الأمريكي.. لا تقلقوا كل الأحداث ستأتي أولا بأول على شاشة الجزيرة والعربية.. فقط شغلوا تلفزيوناتكم أثناء تقتيل الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء.. ولضمان الانتماء القومي شاهدوا المجازر على النايلسات.
بلا استحياء يفتخر الخليجيون بدعم السفاحين في سوريا والمساهمة في آلة الحرب الأهلية التي أنهت تماما بلدا كان يسمى سوريا الحضارة والأدب والتاريخ.. إنها الآن بلد "الشاوارما" و"مرايا 2013" في "سيدي فرج" الجزائرية، والزواج العرفي في مخيمات اللاجئين..
الطبق شهي.. تصفية عقدية بين الشيعة والسنة.. سياسية بين البعث وأمريكا.. تاريخية بين الصهاينة وإرث الأمويين.. للأسف حتى العلماء الذين كنا ننتظرهم في كل رمضان فقدوا مصداقيتهم.. فتاوى شهوانية تبيح القتل والخطف والخروج عن طاعة الولي في الوقت الذي يصدرون هم فيه فتاوى تلزم بطاعة ولي أمرهم.. فأي قرآن يأخذون وأي تقوى يضربون بها عرض الحائط..
حسنا.. لا نقول شيئا عن رمضان إلا.. رمضانكم كريم.. بل اللهم بلغنا رمضان وارفق بعبادك الصالحين.. اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا.. أيام كريمة ونفحات ربانية آتية.. ودعاة المجون والفتنة يتكالبون على بث الموبقات من المسلسلات والملهيات والحفلات والبرامج التي تأخذ من عبق الشهر جُلـّه..
الغلاء سيكون في الموعد، واحتكار السلع الغذائية سيبلغ أوجه، النفاق سيغدو عُملة على أعتاب المساجد بمئات المصلين الذين ينتظرهم الويل بسَهوِهم وغـُثائِهم.. وبارتفاع الحرارة ستطول القيلولات والسهرات.. وقبل الأذان نمسك بتمر وكوب حليب ونفطر.. ونتكئ على الكنبات لنستمع لأكاذيب الأخبار ولكن بعد مسلسل الفكاهة الذي سيجعلنا نشعر بأننا أذكياء نوعا ما.. ثم نتجه إلى التراويح ونحن مقتنعون أننا مثل التابعين في الاتباع و"التطباع".. ثم نأكل "الشامية" كأن لم نأكلها من قبل................... وبعد النقاط...... سحور ثقيل × 30 مرة.. انتهى المقال......
بقلم / معمر عيساني. 




تعليقات

  1. سفيان26/6/13

    الإخوان ليسوا معصومين من الأخطاء ولكن المعارضة المصرية تبالغ كثيرا في مطلب إسقاط الرئيس.
    وكان بودي لو أفردت لكل موضوع مقالا مستقلا.

    ردحذف
    الردود
    1. حسنا.. سنعمل على التفصيل فيما تحدثت عنه إجمالا..
      وتحياتنا للإخوان المسلمين

      حذف
    2. سفيان30/6/13

      نحن لايهمنا أن يحكم مصر الإخوان أو غيرهم.
      المهم أن يكون الحاكم مدركا بأنه ولي أمر الجميع وليس وليا لطائفة فقط
      كما أن الخطأ الفادح الذي يرتكبه الإسلاميون اليوم هو اعتقادهم أنهم على الحق المطلق وأن ماهم عليه هم هو شرع الله وأن أي مخالف ورافض لحكمهم هو رافض لشرع الله ومن ثم فهو كافر حلال الدم وهو مايتجسد في فتاواهم الأخيرة أن من يخرج على مرسي كافر وهذا تصور خاطيء تماما فكونك إسلاميا لايعني أنك الأفضل فكريا فمثلا قد نجد حلا لمشكلة البطالة عند ملحد أفضل مما هو مطروح من طرف الإسلاميين ونحن نرى الغرب اليوم كيف تقدموا اقتصاديا واجتماعيا بفضل حلول رائعة لانجدها في العالم الإسلامي بل صرنا نقتبس الحلول لمشاكلنا من عندهم ، وكما هو معروف فالغرب كافر ونحن مسلمون !!
      أنا أقول للإسلاميين أليس من حق هؤلاء الذين كفرتموهم أن يخرجو في مسيرات سلمية مطالبين بحياة أفضل؟؟؟

      حذف
    3. المشكلة يا سفيان أن هؤلاء الذين يخرجون في مسيرات لا يطالبون بحياة أفضل..
      بل بحرية الفروج والمخمرات وبيوت الدعارة.. والعري والفاحشة والابتعاد عن الدين...
      لا يمكن أن نحاسب رئيسا لم يمض على ولايته إلا السنة في الوقت الذي صبرنا فيه على حسني مبارك النذل 30 سنة؟؟

      حذف
  2. سفيان4/7/13

    الذين صبروا على اللامبارك 30سنة هم جيل غير هذا الجيل،أما قولك بأن الذين يخرجون في مسيرات يطالبون بالمنكرات فهذا كلام يحتاج إلى دليل لأن رمي ملايين الناس بهكذا إتهام يعد جنونا.والأجدر بنا أن نقول أن بعض الشواذ إستغلوا المطالب الإقتصادية للناس البسطاء وأوهموهم أن سبب مشاكلهم هم الإخوان فخرج الناس ضد سياسة الإخوان التي صورت لهم بأنها فاشلة وليس ضد الإسلام، وهذه هي حالة الشعوب المتخلفة يستطيع أي كان استعبادها وسوقها كالأنعام.
    اللهم الطف بمصر وكل بلاد الإسلام

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا هو مخطط لعب عليه العلمانيون باستغلال مآسي المواطنين الغلابى.. وتعليق كل معاناتهم على مشجب الإخوان..
      ولكن لا ننسى أن أصل هذا الانقلاب الحاصل في مصر رغبة في الرذيلة والتبعية للخارج والانسلاخ من الهوية العربية الإسلامية.

      حذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة