حوار مع المدّون عماد خادم الله

       أن تحيا لله معاني تراها تتجلى كلما تصفحت مدونته "وحي الخاطر"، بل إن اسما يجعلك تستحضر أسمى معاني الإيمان والإذعان للمولى الرحمان.. عماد خادم الله، هو ضيفنا اليوم والذي سعدنا بأن نستضيفه في هذا المكان الجميل.. فمرحبا بك عماد في هذا الحوار المتجدد.

التدوين.. أن تحيا لله

         لو تبادر إلى خواطرنا سؤال يتحدث بفضوله من يكون عماد؟
عماد شاب عربي، مسلم، جزائري.. حياته حياة إيمانية هادئة، أقول دوما أنها مفعمة بالأمل والكفاح في سبيل أن يحقق المرء طموحاته في هذه الحياة.. عماد كذلك هو شاب يرفع شعار ولافتة عريضة في حياته ألا وهي قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}
         منذ متى وجدت هذا الإنسان الذي رسمت ملامح شخصيته؟
في هذه الحياة كل شيئ بتقدير من الله وتسييره هو سبحانه.. أما متى؟  فإن كل فترة من حياة الإنسان تتكون من مراحل مختلفة لها مميزاتها الخاصة بسلبياتها وإيجابياتها وبصماتها التي تتركها في شخصية المرء، ولذلك تتدخل عدة عوامل في صقل شخصية أي إنسان.. وربما من أبرز العوامل التي ساعدت في صقل شخصيتي، لعل أبرزها الاحتكاك بالمجتمع الذي نعيش فيه، إلى جانب اهتماماتي في الحياة كالكتابة وحضور الدورات العلمية القرآنية لتدبر معاني آيات القرآن الكريم.
         ما هي العوامل التي دفعتك للتدوين؟
         أول عامل دفعني للتدوين هو التديّن.. والمتدين سوف يبحث له عن منبر يوصل رسالته من خلاله إلى أكبر قدر من المتلقين.. وهناك قاعدة أومن بها هي أن النفس إن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل لذلك أرى أن التدوين والمدونات فضاء يملأ الإنسان به وقته بما يفيده وينفعه في أمر دينه ودنياه.
         عالم الشياطين، الرسول يعود هذا الأسبوع، أنوثة مغتصبة.. مقالات نلمس من خلالها طريقتك في الكتابة القائمة على إبداء رأيك من خلال إدراجات خاصة وأخرى منقولة تعالج قضايا بعينها، ماذا تقول عن هذا؟
هي ليست طريقة ثابتة عندي.. فعندما تعجبني بعض المواضيع وأنا أقلب في ثنايا المدونات ألجأ إلى هذه الطريقة لكي أعقب على موضوع بذاته بحيث أنقله إلى مدونتي وأضعه في إدراج خاص.. وأيضا لأنني أحيانا أتفاعل مع موضوع ما فأعقب عليه تعقيبا طويلا قد يتجاوز في حجمه الموضوع، لذلك أفضل أن أفرد ذلك التعقيب في إدراج خاص على مدونتي.
         ما هي المواضيع التي تحب أن تكتب عنها؟
أميل إلى المواضيع الدينية والقرآنية، إلى جانب المواضيع الاجتماعية التي تتناول قضايا المرأة والأخلاق، والربط بين المرأة والدين لأن مما لا شك فيه أن المرأة هي المدرسة الأولى إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، فنحن نعيش واقعا اجتماعيا وأخلاقيا رهيبا للغاية كانتشار الآفات والانحطاط الأخلاقي ومظاهر الفساد.. والمرأة هي صاحبة الدور البارز في صناعة هذا الواقع لأنها هي المربية الأولى وصانعة الأجيال.
         إذا أنت تركز على جانب الانحلال الأخلاقي في المجتمع، في رأيك لماذا كل هذا التفسخ؟
أرى أن السبب الرئيسي لهذا الواقع هو تركنا لتعاليم ديننا الحنيف وهجرنا للقرآن.. قال تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}.. هذه هي الشكوى الوحيدة للرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم إذ قالها عن زمنه وفي وقت الصحابة فما بالنا اليوم لو يأتي الرسول عليه الصلاة والسلام ويرى واقعنا اليوم مع القرآن الكريم وهجرنا لتعاليمه وأوامره ونواهيه ومختلف معانيه، وما سبيل الخلاص إلا بالعودة إلى الدين بما لا شك فيه.
         نعود إلى مدونتك"وحي الخاطر" هل ترى أنها تسهم في نشر الوعي الديني والأخلاقي من خلال تجاذباتك مع القرّاء والمدونين؟
بطبيعة الحال لن يكون للمدونة دور كبير ومؤثر للغاية.. لكني دائما أقول ـ كوني شاب متدين ـ أؤمن بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس" لهذا علي أن أقدم رسالتي أما النتائج فهي ليست من شأني بل من شأن الله عز وجل.. قال تعالى: }إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهتَدِينَ{.
         لماذا اخترت اسم"وحي الخاطر" لمدونتك ؟
اخترت هذا الاسم لعاملين، أولاهما أنه كان سيكون عنوانا لكتاب لازال في طريق الإنجاز، والعامل الآخر هو أن اسم المدونة مركب من كلمتين"وحي" و " الخاطر" فهاتين الكلمتين استنبطتهما من عنوانين لكتابين من بين أهم الكتب التي أثرت فيا.. كتاب"وحي القلم" لمصطفى صادق الرافعي، وكتاب"صيد الخاطر" للعلامة ابن الجوزي، وهو واحد من أهم الكتب التي أثرت في حياتي.
         سنرتاح على ضفاف حنين متبدي في نشرك لأناشيد قديمة وأغاني كرتونية لها من الطفولة ما يحرك عواطفنا بل وخواطرنا.. عماد هل مازال ذلك الطفل الصغير بداخلك؟
قطعا.. ليس ثمة أي طفل صغير بداخلي لأنه ليس ثمة إنسان يبقى صغيرا طوال حياته، لكن ربما لأن لمرحلة الطفولة ميزاتها الخاصة وذكرياتها الجميلة التي لا تنسى.. فأذكر أن طفولتي كانت متميزة إذ كنت متفوقا في دراستي ومشاركا في عدة نشاطات كالتمثيل المسرحي، الرسم.. لهذا أجدني أحن لتلك المرحلة من العمر.
         من لطائف ما نرى في مدونتك تحاشيك بل ورفضك لتعليقات الإناث على مواضيعك، ما السبب؟
(يضحك).. هو مبدأ غريب نوعا ما عن عوالم التدوين وعالم الانترنيت بصفة عامة.. ولعل السبب ألخصه في كوني إنسان متدين يرفض الاختلاط في جميع المجالات بما في ذلك في مدونتي.
         أحيانا نجدك قارئا حذقا مجدا أكثر من كونك كاتبا مدونا، تتابع جديد المدونين الجزائريين منهم والعرب وترصع مواضيعهم بتعليقات مطولة وملمة.. هل لاحظت ذلك؟
أكيد لاحظت هذا.. فعالم المدونات هو عبارة عن عالم من اللوحات الإبداعية بحيث لكل مدون أسلوبه و مميزاته الخاصة.. وبالإبحار والغوص في هذا العالم سيلفت انتباه المرء الكثير من المواضيع المتميزة التي تحفزه على التعليق وإبداء رأيه فيها.
         هذا السؤال يدعونا لسؤال آخر.. هل لك علاقات مع مدونين آخرين؟
بالطبع.. وأذكر مدونة"البوارق" لأخي وصديقي "عبد الغفور ديدي" وكذا مدونة"معمر عيساني" والكثير من المدونين الآخرين الذين أتواصل معهم بعيدا عن التدوين.
         كم وددنا أخي عماد أن يطول هذا الحوار ولكن لكل بداية نهاية.. ماذا تقول ككلمة أخيرة؟
 كلمة أخيرة أبدؤها بقوله تعالى: {وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر  ِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} وقوله تعالى: {فإما يأتينكم من هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.
أشكرك من أعماق القلب على هذه الفرصة التي أتحتها لي لتبادل هذا الحوار الجميل معك.
 
مدونة "وحي الخاطر"  
        
         كان لقاء جميلا جمعنا بالمدون عماد خادم الله، سمته الصدق والعفوية وهدفه الاستمرارية في سبر معالم شخصيات عدد من المدونين الجزائريين، والتقرب أكثر من أفكارهم وهمومهم وطموحاتهم، وعلى موعد آخر متجدد سنعرفكم بالمزيد من المبدعين الرائعين إن شاء الله فكونوا في الموعد.
تقديم /  أ. ملياني
إعداد وإنتاج / معمر عيساني

تعليقات

  1. سـلام الله عليـكَ أخي مـعـمّــر... و لـن أزيـد على مـا قُلتُـه لأحمَـد قبـلَ قليـل.. و أنـهُ إنجـاز جيّـد و مقبُـول إلى حـدّ مـا... رغمَ ما شابَـهُ من نقائـص.. و أخـطـاء.. و اختلالات كثيرة.. شـَــكـلاً.. و مَـضـمـُـونـاً... كبـعـض الحركات الخاطئة مـنّـي أثـنـاء الـتّـصـويـر.. و الـتـلـعـثُـم.. و الإجـابـات الناقصة.. و الغير تــامّـة و واضحة..؟

    و لعلك تعلم أنّ مردّ ذلك يعُـود إلى تلقائيّتي التامّة في الإجابة على أسئـلـة أحمَـد التي طرحهـا و فاجأني بهـا.. و أني لم أكُن على أدنى تحضيـر.. أو اطّـلاع مُسبَـق عليهــا...؟؟

    كما أنّـنـا كـُـنّـا نُـسـابـقُ الزّمَـن لإتمام برنامج الرّحلـة.....الخ....؟

    لكن يبقَى هذا الإنجاز مقبُولاً إلى حدّ مـا.. مُقارنةً و قيـاسـاً بالإمكانات و الظّـرف...؟

    و لعلّهـا تجربة بسيطة تـقــفُ عـلى بداية الطّريق.. و نتعلّـم و نستخلص منهـا الكثير بإذن الله.

    ---------------

    جـزاكُـم الله خيراً.. و في أمـَـان الله.

    ردحذف
  2. مرحبا بك عماد..
    وشكرا على كل شيء كل شيء كما يقول أحمد
    في الحقيقة كان الفيديو عفويا كما قلت ولم نحضر جيدا له ولكنها إيجابية في حد ذاتها..
    فبالنظر إلى نوايانا الطيبة وأفكارنا الطامحة.. وسعة صدرنا وتقبلنا للأسئلة ومقابلتها بأجوبة صريحة مرتجلة تحمل الصدق أكثر من أي تصنع نجد أنفسنا وصلنا مبلغا من الإبداع والتفرد بفكرة محاورة المدونين الجزائريين بفيديوهات أقل ما نقول عنها "صناعة وهواية"..
    عماد نشكرك مجددا ونأمل المزيد من الأعمال المصورة رفقتك.. إذ لديك الكثير مما يجب أن ينشر..
    تحياتي إليك

    ردحذف
  3. ملاحظة بسيطة
    لابد أن القارئ يلمس حديثا عن فيديو مصور عن الحوار الذي أجري مع الأخ عماد خادم الله
    ولقد تم نشره منذ مدة
    ولكن وبرغبة ملحة من صديقنا عماد تم حذف الفيديو من جميع الصفحات الإلكترونية بعد مدة من نشره..
    عموما ترقبوا من جديد، حوارات أخرى مصورة مع عدد من المبدعين الشباب قريبا على مدونة معمر عيساني

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة