العفاسي من الشيشان.. يناجي الرحمان

       ليس الغريب غريب الشام واليمن، إن الغريب غريب اللحد والكفن.. إلا صلاتي ما أخليها، هي حياتي دنيتي فيها.. كانت أولى أناشيد الشيخ القارئ "مشاري راشد العفاسي".. واليوم في أحدث أعماله الفنية، يطل علينا من الشيشان في أنشودة جديدة ومميزة بعنوان "رحمان".. رفقة الفتاة " خُطْمَتْ قديروف" التي تشاطره الكلمات باللغتين، العربية والروسية..  
هو بحق ظاهرة إسلامية وإنسانية تسمو بكل ما هو جميل ونبيل.. وعلى عكس كثير من المنشدين يعكف "العفاسي" على إتباع الألبوم بألبوم أرقى وأحسن، لا يجعل للناس فرصة لافتقاده، فهو حاضر في كل مناسبة وحدث.. بطلعته البهية وسمته الهادئ.

من منا لم يتأثر لمناجاته الإنشادية، وقراءاته القرآنية.. من الكويت بدأ مسيرته الإبداعية، ووصل آفاق الدنيا بكل جدارة.. في الحقيقة إذا ما أردنا الحديث عن "العفاسي" فلن نكون نقادا ولا ذوو لغط وفلسفة.. بل هو إعجاب، وإفضاء بمشاعر طيبة نحو رجل يجعل للدين روحا ونفسا متجددا..
بلغ الشيخ ذروته في السنوات الأخيرة.. مع أنشودة "طلع البدر علينا" التي تميزت بالأداء المميز، بأسلوب جديد بعيد عن نمطية الإنشاد التراثي، ومترفع عن حداثته "اللاإسلامية" كما حدث مع جيل المنشدين الجدد.. وكما قال في أحد حواراته، أن أفضل ما أنشد هو هذه الأنشودة، حيث يُعيد الاستماع لها في كل حين..
كما عبّر "العفاسي" عن بالغ إعجابه ـ هو ذاته ـ بالأنشودة التي صدّر بها برنامج السيرة النبوية للشيخ "نبيل العوضي".. أنشودة "مع الحبيب".. التي اعتبرها ترجمانا لصلته الروحية بالنبي المصطفى عليه صلوات الله وتسليمه.. وواصل المنشد إبداعاته بإعلان شركة "زين" للاتصالات، أنشودة رمضان "زين الشهور".. والقائمة تطول هنا بألبوماته التي إذا ما ذكرناها.. فسنوغل في المدح والثناء..
يهتم "العفاسي" بظهوره الحسن واللبق في شتى أناشيده وخرجاته الفنية، وحتى إمامته للمصلين في مساجد الكويت وخارجها، شهر رمضان في التراويح، وصلوات أخرى بقية شهور السنة.. وعبر قناته التلفزيونية، وشبكة الإنترنت، يوصل رسالته "الدعوية" إلى سائر بقاع الأرض بأسلوب أقل ما نقول عنه، أنه عالمي ذو طابع "سلفي" لخـُـلوه من استعمال الآلات الموسيقية.. إلا أنه متفتح لدرجة كبيرة.. ويمكننا تلمس ذلك في فيديو كليب "زين الشهور" الذي يظهر عددا من النسوة المتحجبات حجابا "عصريا" ـ كما قد يسميه البعض ـ..
ولم يترك "الشيخ" فرصة الربيع العربي تمر دونما بصمة منه، إذ أصدر دعاءه الشهير على الزعيم السابق "معمر القذافي"، على خلفية قمعه لليبيين في ثورتهم، واستهزائه بالإسلام في أكثر من موضع.. كما كانت له أنشودة "يا ما كان" التي عبّر فيها عن حكمة الخالق تعالى في سقوط الملوك واندثارهم، وعن ثورة السوريين قدّم "العفاسي" أنشودته "أبكي على شام الهوى" داعيا فيها المولى القدير نصرة الثوار على "آل بشار" وإن لم يصرّح بذلك.. وقد ينتقد عدد من المتابعين هذه المواقف الجريئة من الشيخ، إذ يعدونه تدخلا منه في شأن داخلي قد لا يكون محيطا به حق الإحاطة، ما يجعله ذو لـُبس في الحكم، بعيد عن الصواب.. ولكن هذا الدعم للثورات العربية يُحسب في النهاية للشيخ دونما جدال لدى عامة الشعوب المنتفضة.
وإن كان، فـ"العفاسي" لم يتزمت مطلقا فيما يقدمه للجمهور، بل حاول جهده الربط بين حفظه الكامل للقرآن وإمامته التي وصلت مساجد أمريكا وأوربا بقراءته المميزة، وتطويره للعمل الإنشادي الذي لم يتورع في استقدام مصورين أجانب لجعل إنتاجاته في أرقى صورة عالمية ممكنة..
ختاما أدعو كل قارئ للتمتع بأنشودة العفاسي الجديدة "رحمان".. داعيا من المولى القدير أن يجعل هذا الشيخ وسائر المسلمين حاملين للدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، هاتفين بصوت الحق دون غي أو اعوجاج..
بقلم / معمر عيساني
 
 أنشودة رحمان للشيخ العفاسي والطفلة "خُطْمَتْ قديروف" من الشيشان.

تعليقات

  1. سفيان23/5/12

    أين هو العفاسي من القضية الأم فلسطين وأين هو من العراق وأفغانستان والصومال؟؟
    لماذا يركز الوهابية على قضية الشيشان -ونحن نساند إخواننا في الشيشان طبعا- ويتناسون الحديث عن بقية القضايا؟؟؟
    لماذا كان الجهاد في أفغانستان فرض عين أيام الغزو السوفياتي وأصبح اليوم محرما؟؟
    لماذا لاجهاد في فلسطين والعراق وإنما في الشيشان فقط؟؟

    ردحذف
  2. التوجه السياسي والإعلامي تحكمه المصالح ونوايا الدول الكبيرة على حساب الدول الصغيرة..
    أما عن العرب. ونقصد الخليج والشرق الأوسط تحديدا..
    فالسعودية تدير التوجهات الخارجية لهم.. دعم لليهود، مغازلة للأمريكان والأوربيين، والبقية معروفة..
    أما المغرب العربي ففرنسا تهتم به..
    وعن العفاسي فلا نستطيع التكهن بما في نفسه
    فقط نتمنى حقا أن يقدم إبداعا خاصا للقضية الفلسطينية..

    ردحذف
  3. سفيان27/5/12

    نحن لانطعن في دين أحد لكن الوهابية يسيئون من حيث يظنون أنهم يحسنون وهذه هي المصيبة فهم ينفذون أجندات في غاية الخطورة دون أن يشعروا بذلك.

    ردحذف
  4. وربما يشعرون؟؟

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة