عقوبة زوجية أمام الملأ..


قصدتُ الحلاق آخر الأسبوع كعادتي.. وتبادلت أطراف الحديث معه.. ليخبرني عن حادثة وقعت صباحا بين رجل وزوجته أمام الملأ.. الرجل وكان كهلا ذو مراس صعب، دخل محل الحلاق ليُقصّر شعره وبرفقته زوجته المحتشمة والكبيرة في السن، يجلس الرجل لينتظر دوره في الحلاقة.. وليفعل أمرا غير طبيعي مطلقا؟؟

طلب من زوجته الخروج من المحل، ومواجهة الجدار المقابل، والوقوف مستديرة إليه لتنتظره حتى يحلق! الزوجة المسكينة فعلت كما أمرها الزوج.. مرت لحظات وتدخّل الحلاق المحتار في شأن الرجل، ليعرض عليه إدخال زوجته إلى محل مجاور له، كي ترتاح وتنتظره بحال أكثر احترام لآدميتها..
رفض الرجل بحجة عدم ثقته في أي زبون قد يدخل ذلك المحل المجاور.. يعني أنه غيور على زوجته.. ويا لها من غيرة.. يا أخي يكفي الشباب الفتيات الكاسيات العاريات الجائلات في الشوارع بكرة وأصيلا.. يعني لديك زوجة "مطلوبة لدى الجماهير".. ما هي إلا شبه عجوز في كومة ملابس لا تجذب عينا ولا أنفا.. أصلا لو كان غيورا بحق.. لَما أخرجها معه، ولَما جعلها ترافقه لمحل حلاقة الرجال؟؟  
الواقعة حدثت في حي شعبي في مدينتنا.. الأكيد أنها لو كانت امرأة أخرى من نساء المدن الكبرى لرفعت دعوى قضائية ضده لمجرد طلبه الوقوف خارجا وهو في الداخل، فما أدراك بعقابها بالاستدارة لجدار تحت أشعة الشمس أمام أعين الناس..
المؤسف في الموقف، أننا لازلنا أمام تفاهة حقوق المرأة.. فهذه الحقوق ما هي إلا مطية للنساء الراغبات في الاختلاط وكشف العورات وإشباع الشهوات، حتى يغلبن الرجال ويرغمنهم على القبول بتحرر المرأة من كل قيد، وفي المقابل نجد النساء صاحبات الشرف والحشمة، لازلن يعانين من تسلط بعض الرجال الذين يجهلون مفهوم الرجولة ويعتقدونها قيادة دكتاتورية على المرأة لا يراعون فيها إحسانا ولا عاطفة..
بقلم / معمر عيساني.

تعليقات

الأكثر قراءة