ما هي آخر تدوينة ستنشرها في حياتك؟؟



لعل جميع المدونين في هذا العالم شغوفون بما سينشرونه في كل مرة، لكن أغلبهم قد يتجاهل التفكير في أمر جد بسيط.. وفي نفس الوقت ذو أهمية بالغة.. ترى، ما هي آخر تدوينة ستنشر؟؟ ترى لو توفي هذا المدوِّن.. من سينشر خبر وفاته على مدونته؟؟ أم قد يكون مستعدا لمفاجأة مثل هذه؟؟

من الطبيعي جدا احتفاظ أصحاب المدونات بسرية أسماء استخدام حساباتهم وكلمة السر، وهذا شأن العمل على شبكة الإنترنت عموما.. ما يعني صعوبة الوصول إلى النشر عبر مدونة شخص ما.. فهو الوحيد "مبدئيا" القادر على التحكم في كل ما ينشر وسينشر على تلك المدونة.. وانطلاقا من هذه الفرضية.. فكرت طويلا في قضية ملئت قلبي حزنا وقلقا لواقعيتها، وهو "الموت".. نعم "الموت" ماذا لو توفي المدون وأخذ معه اسم المستخدم وكلمة السر إلى حيث لا يرجعون... من سيتولى النشر على تلك المدونة... بل من سيخبر القراء المتابعين له عبر العالم بخبر وفاته.. وانتهاء مسيرة التدوين لديه...
أوصلني التفكير في هذه المسألة إلى حل مثالي متعدد الفائدة لي، ولكل من سينجزه عبر مدونته.. أسميتها "رسالة الوداع" أو إن شئتم "تدوينة الوداع" أو "الرسالة الأخيرة".. ولمن لم ترق له التسمية.. فأنا مُرحّب بأخرى تنفع لجمع معاني فكرتها..
عبر "بلوغر" وأغلب المواقع المستضيفة للمدونات، تـُـتاح للمدون برمجة أي مشاركة له على تاريخ وساعة محددة للنشر.. ما يعني أن مشاركته ستنشر تلقائيا عبر المدونة حتى بدون فتح الحساب والإشراف على النشر.. إذا يأتي دور المدون الآن لتحرير رسالة "استباقية" تتضمن نعيا له.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتظروا لا زال في الحياة بقية...!
هذه الرسالة قد تكون كالآتي في الصورة أدناه:
كما يمكن أن يستفيد من هذه الفكرة من يخشى على نفسه غدر أجهزة الأمن والمخابرات.. ممن قد يتعرضون للاختطاف أو السجن.. فتكون هذه المشاركة المبرمجة مسبقا ـ والمعدلة إلى موضوع آخر غير الموت.. كالحديث عن تهديد يحوم حول حياة المدون.. أو ما شابه ذلك، مما قد يمنعه مستقبلا عن النشر..ـ ستكون وسيلة لإيضاح بعض الملابسات..
طبعا هذه "التدوينة" ستخضع لتحديث دائم لتاريخ نشرها المُسبَق، فبمجرد اقتراب موعد النشر الذي حددته في المرة السابقة، ووجودك بنعمة الله وفضله حيّا بصحة وعافية، ستغير تاريخ النشر مجددا إلى آخر قد يكون بعد 3 أو 4 أشهر.. وستكون هذه العملية دورية إلى غاية اليوم الموعود.. أو تخليك عن الفكرة أصلا.
ضف إلى هذا ستذكرك هذه "الرسالة المبرمجة" على مدونتك دائما بالموت، والمصير المحتم لك.. كما أنها ستجعلك مستحضرا للقاء الله عز وجل في أي لحظة، ما يعني تحرّي الخير والصلاح فيما ستنشر يوميا على مدونتك وسائر تصفحك على شبكة الإنترنت..
اللهم بارك لنا في أعمارنا.. واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه.. آمين يا رب العالمين..
معمر عيساني

تعليقات

  1. السّــلامُ عليكُـم أخي معمّــر..

    و يبدُوا أني قـد تـأخـرتُ كثيراً عن اللحاق بركب التدوينات و الإدراجات الأخيرة...

    و يبدُوا كذلك أني سأضطر لتخصيص -مساء يوم كامل- لها وحدَهــا.. لتصفُحهــا.. و الإلمَــام بهــا... إن شــاءَ الله..
    و *إن كــانَ في الـعـُـمــر بقـيّــة...*

    ------------------------

    عن موضوعـك هـذا.. فـأرى أنّ ما ورَد.. مقصدٌ مُهم من مقاصد الإيمان...
    فـحـريٌ بـكـُـل مُـؤمـنُ صادق.. أن يحيَى و يعيـش كُـل يـوم.. و كُـل ســاعـة.. و كُـل ثــانـيــة.... عـلـى أنـهــا قـــَــد تكـون الأخيرة في حياتــه...؟

    لا سيمَـا -المُدوّنـيـن- إذ و في كُـل مـرّة.. ينبغي أن يضع المُـدوّن نُصبَ عينـه.. أنـهــا قــد تكُـون الــتــدويـنـة الأخيـرة فـي حـيــاتــه..


    -------------------------


    و تـذكّـرتُ كلامـًـا مــا.. أعتـقـد أنه مُجرّد –مورُوث شعبي- مفادهُ أن من اقــتـربَ أجلُـه.. فـقـد يـَـرَى ذلــك.. (يــرَى أطـيـــَـاف الـمـوت القـريـب..) و يـسـتـشـعــرُ اقـتـرابَه.. قبـل أربعيـن يــوم... من حلـولـه..

    -------------------------

    و إن كـُـنـتَ أخي مُـحـقــًـا و صـائـبــاً فـي الكـثـيـر مـنَ الجـوانـب.. فـقـد التمَستُ بعض -التّهويل و التّضخيم- في جـانـب آخـَـــر....؟!

    و بمتهى الإخـتـصــار و الـبسـاطــة.. يـبـقــــى يـقـيـنـي الــتـام.. أنـهُ إذا حــانــت لـحـظــةُ المـوت...

    فــلـن ينقــصَ الأجــلُ المُسمّــى في الـكـــتـــاب.. و لـــن يــزيـــد..!

    ردحذف
  2. -----------------------------------

    و بـرأيـي كـذلـك.. يُـمـكـنُ لـبـعـض المُهـتـمّــيـن أن يـسـتـفـيــدُوا من مضـمُـون هـذا الإدراج...

    و أمــا غيرُ ذلـك.. (من أمثالي؟؟) و متَى أخذهُـم الله.. في مَـن عنـدَه..؟؟

    فسَـتـصلُ أخـبـارهُـم.. إلـى من يهمُهُـم أمـرُهُـم... بـعـدّة كيفـيـّـات.. و وسـَـائــل و طــُـرُق أخــرَى...؟؟

    -----------------------------------

    جـزاكَ اللهُ كــُــل خـيــر..

    و ســأقـلـبُ الـصّـفـحـَـة !

    ردحذف
  3. اللهم بلغ لنا أخبار الخير لإخواننا.. وبارك اللهم لنا في أعمارنا...

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة