ورجلان تحابا في الله..


       هذه المرة لم ننفض غبار السفر، وإنما جففنا ملابسنا من ذرات المطر، كانت زيارة جميلة في أجواء شتوية كلما زاد تحرش بردها بنا، زدنا دفئا.. إطلالة على أرض عزيزة على قلوبنا، ولقاء أخوي بمحترم أهلكنا بكرمه.. "عماد خادم الله".. ذلك الطيف الودود الذي عودنا بمتابعاته المتأملة فيما وفقني إليه الله من مداد أحرفي التائهة.. لاقيته بوهران، وجعلنا لمراسلاتنا عبر الإنترنت، بصمة في عالم الوجود..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم رجلان تحابا في الله.. وإني لأحتسب معرفتي بأخي "عماد" على نحو ما ذكر الحبيب المصطفى.. كانت بدايات تواصلنا عبر تعليقاته على مواضيع هذه المدونة منذ أشهر، بل أكثر من عامين كما أعلمني.. إذ كانت تقتصر متابعته على القراءة دون التعليق.. الذي بادر به أخيرا منذ صائفة 2011م..
لن أخفي اعتزازي بوجود مدون ومتابع وفيّ لِما أكتب من "ثرثرة".. سرعان ما جعلني "عماد" أزداد تلمسا لأهمية أفكارها الضاربة في أعماق المجتمع بواقعه وآماله.. وأكثر من هذا اكتشافي لموهبة "كتابية" تحاكي سقف ما وصلت إليه من نضج في التدوين...  بل أجد نفسي أحيانا في وضعية إكبار لما تتشرف به صفحات مدونتي من تعليقات هذا الأخ العزيز..
 تواصلنا لم تكن سمته "الهيب هوب"، ولا "الريال" ولا "البارصا"، ولا حتى "التيكنو" ولا"الفاست لوك".. بل قضايا شغلتنا وأشعلت القلب قبل الرأس شيبا.. الهوية الإسلامية.. ومتاهة العروبة، وكابوس يسمى "المرأة" ومشتقاتها من الجنس والحب والزواج والفتنة والفساد..
كلها مواضيع شكلت أحاديثنا عبر كتابات الإنترنت والهاتف.. وحتى في لقائنا يوم الـ27 من ديسمبر الماضي 2011م.. طبعا، لن تكون اجترارا لواقع يفرض نفسه بتراكماته التي تستحيل إزالتها بسلطة المنطق والطبيعة الآدمية والاجتماعية..
ولكننا نحاول وضع إطار لوعينا اتجاه جميع ما ذكرناه.. وأكثر منه، معرفة إحداثيات موقعنا من هذه المطبّات والمنعرجات المصيرية في حياتنا.. بل، والبحث عن فهم حقيقي لـ "لغتنا" المعزولة في زمن الرغبة والغريزة..
لا أستطيع إخفاء خجلي بفيض كرم أخي "عماد" لدى زيارتي إليه رفقة "أحمد ملياني".. لقاء عفوي، دون أي تكلف.. عرضنا به وجهات نظرنا، ووثقنا ما كان بيننا من رأي عبر شبكة الواب.. لنفتح الأبواب أمام أفكار لا حدود لها.. هدفها الوحيد تحري رضا الله بما نأتي من عمل في دنيانا..
ربما أكتفي بما كتبت.. هذا ما تبادر إلى ذهني مباشرة لدى عودتي إلى المنزل من رحلة قادتني إلى عدد من ولايات الغرب.. ومن ضمنها وهران التي جمعتني بأخي "عماد" الذي أجدد له الشكر والتقدير على ما أكرمنا به من طيب ومحبة.. على أن يكون لنا موعد به إن شاء الله بمدينتي..
كما لا أتوانى في دعوة القراء والمدونين، إلى خلق فرص مشابهة للالتقاء، وتفعيل العملية "التدوينية" التي باتت رسالة اجتماعية وأخلاقية مقاربة لحياتنا اليومية، تفرض علينا ترقيتها بالفكر والإصلاح والمواصلة في نشر الخير.. وتحويلها من إدراجات مكتوبة، إلى أفعال ومبادرات ملموسة في تغيير الواقع..
ولا ننسى أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.. فكم في الميل من خطوة؟؟ إذن لا يجب علينا أبدا "تحجيم" ما نقوم به عبر مدوناتنا.. لأننا ببساطة سنقطع الطريق أمام أفكارنا المشرئبة إلى المستقبل المأمول..
...وما توفيقي إلا بالله.
معمر عيساني
 الموضوع دون يوم الـ 28 ديسمبر 2011م



تعليقات

  1. .... و سأبقى و سأظل أعتز بأخوّتك الطيّبة أيما الإعتزاز أخي معمّـر..

    و رٌب أخ لك.. لم تلدهُ أمك..

    سأطالع و اتصفح المزيد..

    في أمـان الله..

    ردحذف
  2. ... و بحق ! أخجلتُم تواضُعي أخي معمّـر..؟ فلستُ أدري عن أي كرم تتـحـدّث..؟؟ و
    أنا الذي لازلت أشعُر بتأنيب الضمير.. و أني أكُون رُبّمـا قد قـصّـرتُ كثيراً.. معكُما يـومَهـا...؟

    ----------------------

    و بالفعـل..؟ مدينة وهـران و من خلال الصُور أعلاه.. تبدُوا رائعة و جميلة...؟؟ كُلهـا عُلب مكياج و مساحيق تجميل.....؟؟؟؟

    و لله درُ الأمطار الغزيرة التي تهاطلت يومَهـا..؟ و لم يكُن لي يدٌ في هطُولها..؟ و قد حالت دُون التقاط صُور في أماكن أخرى منَ المدينة.. غير محل عملي..؟؟

    (ماعليش.. مخلُوفة..!) في مُستقبل الفُرص بمشيئة الله و إذنه..
    ------------------------

    ردحذف
  3. و بالفعـل..؟ مدينة وهـران و من خلال الصُور أعلاه.. تبدُوا رائعة و جميلة...؟؟ كُلهـا عُلب مكياج و مساحيق تجميل.....؟؟؟؟

    عبارة جميلة منك.. تكفي لوصف المشهد بالكامل؟؟؟

    ردحذف
  4. رائع لقاؤكم وهو من بقايا الخير في أمتنا، هي أول زيارة للمدونة وهذا أول موضوع أقرأه بها لكنها الآن في مفضلتي و سأواصل الزيارة بإذن الله.. ورجلان تحابا.. رائعة

    ردحذف
  5. أخي باسم مرحبا بك أخا عزيزا علينا..

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة