إلى أين تتجه الثورات العربية؟؟

كأنها موضة.. كل جمعة مظاهرة وتسمية جديدة.. جمعة استرداد الثورة، جمعة الحماية الدولية، جمعة الحق، الوعد، الخبز و"التشيبس"، جمعة الملابس الداخلية.. مللنا وهرمنا من هذه الجُمعات التي سخفت من أقدس الأحداث التي انتظرتها عامة المجتمع قبل نخبته.. وجعلت من المطالب المشروعة مهازل، وحُججا لاستعمال العنف ضد المواطنين..
يمكن أن نقول أن الثورة في مصر وتونس نجحت.. ولكن لحد الآن هو نجاح يقف عند تنحية الرأس الفاسد.. أما جسد النظام المريض لا زال قائما.. وهو أمر جد منطقي بل طبيعي.. لا يمكن أن نغير بين يوم وليلة أجهزة ذات عدة وعدد متشابك المصالح والوظائف.. إذن لابد من تدرج الإصلاح ضمن الثورة.. ولكن هذه الثورة التي أصبحت حمى العرب هذه الأيام بعد أن كانوا على فراغ وسبات، اقتصرت على مظاهر الاحتجاج والتجمهر اليومي بلا فائدة.. فبدل من العمل على إيجاد بدائل النظام المنتهي، وتفعيل المراقبة الشعبية لسير العملية الانتقالية لتغيير المفاهيم قبل الواقع الملموس لحياة سياسية واقتصادية وحتى اجتماعية أفضل مما كانت عليه زمن الطغاة الخونة..
هذا في مصر وتونس.. أما ليبيا فالخوف كل الخوف من ارتجال دولة مجهولة الرؤية.. خاصة باعتبار التركيبة الموجودة حاليا في المجلس الانتقالي.. وطبيعة اندماج الشعب الليبي في ثورة لازالت تأكل الرصاص الحي بدماء القتلى..
مرت أكثر من 9 أشهر منذ انتحار "البوعزيزي" في تونس حرقا لأجل طاولة بيع الخضار التي صادرتها شرطية مثلت بسلوكها جميع تاريخ القمع العربي المسلط على المواطن الضعيف.. انتشرت الثورة وحققت ما لم يتوقعه أحد في دول آمنت الدنيا باستحالة زوال قادتها.. وفرح العرب واستعادوا الأمل في حياة كريمة.. ولكن لا أدري ماذا حدث.. الثورة في ليبيا أفسدت وليمة إسقاط الأنظمة الفاسدة.. الثورة في سوريا أربكت مستقبل العرب فهم ليسوا بمفردهم في المنطقة.. الاحتجاجات في البحرين ذكرتنا بالطائفية النائمة في عروقنا.. بوادر الثورة في الجزائر فتحت مواجع التسعينيات والإرهاب الذي أثخن البلاد بالمآسي..
ماذا أقول.. لن أجرأ على إبداء مساندتي للثورة امتناعي عن معارضتها.. فالأمر سيان مادامت الأوضاع ستستمر على حالها.. سواء تحت راية النظام الحالي أو النظام المستقبلي.. قبل الإسراع في إذكاء نار الثورة في الدول التي لازالت تعيش فترة الخطوبة مع شعوبها، لابد أن نفكر في البديل.. أين البديل؟ ولماذا لم يظهر هذا البديل حتى وصل زمن الربيع العربي؟؟ وهل يستحق هذا البديل أن يضحي الشعب لأجله؟؟ وهل يفيد استمرار الأنظمة الحالية في ضَلالها؟؟ بالنظر للواقع لابد من الإجابة عن هذه الأسئلة قبل أي اختيار كان.. سواء الثورة أو البقاء على ما نحن عليه.
بقلم / معمر عيساني   

تعليقات

  1. السّـلامُ عليكُـم أخي معمّـر..

    و بالأمس سُبحانَ الله..! بالأمس فقط كنتُ جالساً أتناول قهوة المساء في أحد المقاهي بحيّنا و تجاذبتُ أطراف الحديث معَ النادل.. (السارفور..) حول عديد القضايا.. بما فيها الثورات.. و إسقاطاتها على الحالة الجزائرية.. فإذا كلامُنا لم يحد و لم يخرُج عن دائرة ما تفضّلتَ بقوله..

    فالتغيير و الإصلاح العميق و الشامل في بلدنا.. لا يُنتظرُ حدوثه بثورات و مُظاهرات.. هوجاء.. لن يُشعلها و لن يسير فيها سوى المنحرفين و البطالين...الخ..

    ثمّ أينَ البديل الحقيقي.. الذي يستحقّ التضحيات.. و أن نُشعل الثورات من أجله...؟؟؟

    و يُنتظرُ منه أن يعودَ بالخير العام و الكبير على البلاد...؟؟؟

    و على رأي النادَل.. الرشّام حميدة.. و اللعاب حميدة.. و الرابح حميدة...؟؟؟؟

    و على رأيه كذلك.. و بالفعل.. نحنُ في بلدنا.. الحمدُ لله.. يُمكنك أن تجلسَ معَ شُرطي و رجُل الأمن.. أو العسكري أو الدركي.. مهما كانت رتبته...؟؟ و يمكنك أن تتناول معه العشاء أو الغذاء.. أو الشاي...؟؟؟

    صحيح.. البلد لا يخلوا منَ الفسَدة الفاسدين المُفسِدِين..!! و صحيح لم نحصُل على شيء من هذا البلد..؟!!

    هذا البلد الذي عانى و لازال من نقائص و مشاكل عدة.. لا يمكن فكها لتشابكها و ارتباطها الوثقيق ببعضها...؟؟ و لو تعاقبت أجيال و أجيال..!!

    مشاكل مُثبّطة.. لعجلة التنمية العرجاء.. و البطيئة الفاعلية.. و النتائج...
    و إن لم تُحطّم عجلة الإصلاحات.. و التنمية تماماً.. فهيَ تُبطّؤُهـا..

    نظراً لتشابُك المصالح.. و الحسابات.. و الأطراف الفاعلة....الخ...


    لكن و على رأي النادل دوماً...؟!! الحمدُ لله.. نحنُ نشتغل و نكسَب قوت يومنا بعرق الجبين.. فليتركُونا و شأننا فقط...؟؟!!!

    و ما عندناش.. و ما يخصناش..!

    ----------------------

    أستسمحك أخي معمّر على نقل ما دار بيني و بينَ النادل مساء الأمس.. لكنها شهادة حية عن رأي الجزائري العامي البسيط..؟؟

    أما عني.. و بصراحة.. و إن لم أواكب الفترة "البومديينيّة.." فشهادة حق.. أنّ جزائر الإستقلال.. و لحد السّاعة و اللحظة.. لم تحظَى برئيس أفضَل منَ الحالي..

    لكن... هو لوحده لا يمكنه إصلاح كل شيء.. و الجزائر فيها منَ الإنحناءات و التعاريج و الدهاليز السيادية.. الصانعة لمصير البلد.. ما لا يمكن لشخص واحد أن يطوف بها.. و يلمّ بها و يطهّرها كلها.. و أنتَ تفهَم.. و أنـا أفهَم...؟؟!

    لكن.. كل تلك الخفافيش.. الجاثمة على صدر البلد.. فسترحَل حتماً بإذن الله.. عاجلاً أم آجلاً.. طوعاً.. أو كـرهـًا...

    ----------------------

    ردحذف
  2. .. أواصل.. و أما بالنّسبة للمثالين الذين ذكرتهُما..

    تونس و مصر.. فالثورة فيهما كانتا ناجحتين بكافة المقاييس.. (ماعدَى تسجيل بعض النقائص و الإختلالات خلال هته المرحلة الإنتقالية لكلا البلدَين..)

    و نجاحهما الباهر أعزُوه برأيي إلى عُنصُر المُفاجأة.. خصوصاً الحالة التونسية. التي سبَقَت الجميع.. و بدرجة أقل.. المصريّة..

    فمن كانَ يُصدّق بإمكانية إندلاع ثورات شعبية عارمة و قوية تطالبُ برأس النتظام.. على ذلك النحو.. في كلا البلدَين....؟؟؟

    لكن الله على كل شيء قدير.. من يقول للشيء كُن فيكُون.. سُبحانه..

    و لذلك.. فعُنصُر المُفاجأة الغير مسبوقة.. لعبَ دوراً هاماً في نجاح الثورتين و تحقيق الأهدَاف الأولى...

    -------------------

    أما الحالات الأخرى.. و بَعدَ الثورتين التونسية و المصرية.. فكُل الأنظمة المُتبقيّة وضعَت نفسَها في حالة التأهُب القُصوى.. و الإستعداد التام.. و غابَ عُنصُر المُفاجأة...

    لذلك.. تأخّر فلاح تلك الثورات.. و قد يـتأخّر.. جُمُعـات.. و جُمُعـات.. و جُمُعـات...؟!

    جُمُعتكك مُباركة أخي معمّر..!

    أستسمحُك..

    و في أمـان الله.

    ---------------------

    ردحذف
  3. السّـلامُ عليكُـم مُجدّداً..!

    صلّيتُ المغرب.. و عُدتُ لأضيف بعض الكلام كذلك.. و بسُرعـة..

    و لأقول أنّ التغيير و الإصلاح الشامل و الجذري المرجُو في بلدنا.. لابُدّ أن يبدأ بالقاعدة.. و بعامّة الشعب.. و أن إصلاح الذهنيات..
    مهما كانَ موقعه.. و وظيفته.. أو محلّهُ منَ الإعراب..

    على كُلّ منا أن يُصلح نفسَه.. مهما كانَ موقعه أو كانت وظيفته.. أو محلّهُ منَ الإعراب.. و يُصلح تعامُلاته.. و مُعاملاته.. و يصدُق فيها و يُتقنهـا.. و يكف عن تقديم الرداءة.. و الغش و الخُبث.. أياً كانَ نوع ذلك.. و نوعُ الوضعية التي هوَ فيهــا....

    لا بُدّ كذلك منَ الكف عن اعتماد ذهنية الإعتماد على الدولة في كل شيء...

    فالكُل ينتظر منَ الدولة أن تُشغّله.. و ينتظر منها أن تُسكّنه.. و أن تُزوّجه..؟؟؟ و ينتظر منَ الدولة أن تُنظف لهُ عمارته و تدهنُهـا....؟؟ و تنظف لهُ حيّه...؟؟؟ و ياريت بيتَه كذلك...؟؟؟

    و ينتظر منها أن تعالجه.. و أن تُعلّمهُ.. و أن... تصرف عليه....؟؟ و أن..... و أن....... و أن.........؟؟؟

    ردحذف
  4. أعتذر أخي معمّر على الخلط الذي حصل فيما سبق.. بسبب العجَلة...

    و لأقول كذلك..

    منذُ كم يوم.. كانَ هُناك في الشارع حيثُ يوجد المحل الذي أشتغل فيه... كانت هُناك (بالوعات لتصريف المياه القذرة مسدودة..) فتراكمت على حواف الشارع و على مدار أشهُر عديدة.. المياه القذرة و الأوسَاخ... على نحو فظيع.. لا يُطاق.. و تلك المشاهد المألوفة عبر ربوع بلدنا....

    كنتُ قد تغافلتُ عن ذلك بسبب الانشغالات.. فأنا في ذلك المكان أقوم بكُل شيء...؟؟ أشتغل.. أبيع.. أسيّر و أراقب الحسابات.. و المبيعات و المُشتريات... أنظّف.. أشحَن.. أفرّغ... و أنظّم حركة مرور السيّارات أحياناً... و أحرُسها حتّى....؟؟؟

    المُهم.. منذُ كم يوم.. وجدتُ شيئاً منَ الوقت.. فشمّرتُ على ساعدي.. و أتيتُ بالمُعدّات.. من مكنسة قويّة.. و غيرهـا..... و توكّلتُ على الله.. و شرعتُ في تنظيفهـا... لمُفردي.... و تقفّيتُ تلك الكارثة بالتنظيف إلى غاية الشوارع المُتقاطعة القريبة كذلك... و أمضيتُ في ذلك نصفَ يوم بأكمله... و طبعاً كانَ حظ ملابسي و قدماي منَ الاتساخ بتلك الحمم السوداء.. كبيراً للغاية.... و طبعاً كذلك.. فـكل ذلك كان لوجه الله.. و لم أنتظر في ذلك شُكراً و لا جزاءاً من أحد.... رغمَ أن الجميع كانَ يُبارك عملي ذاك.. و يدعُوا لي......الخ....

    و بينما أنا منهمك في ذلك... إذا بسيّدة من إحدَى الشرفات.. تطل فجأة.. و تشرع في كيل أصناف السب و الشتائم لي...؟؟ لأني حسبَها أثرتُ تلك المياه الراكدة... فحتى دخلت الروائح الكريهة لبيتهـا....

    تجمّع الجميع.. على صيحاتها تلك.. و راحوا يفهمُونها أنه عمل سيعُود بالنفع على الجميع..؟؟؟
    و رُحتُ بدوري أحدثها بهدُوء...؟؟؟

    فزادت من حدة التعنيف.. و قالت.. أنهم هيَ و الجيران قد قاموا بإرسال رسالة إلى الولاية بخصُوص هذا الشأن.. و تلك الكارثة... و كرّروا ذلك عدة مرات...؟؟

    فقُلتُ.. يا عجباً..! و هل تنتظرين منَ الدّولة أن تُنظّف لكِ حيّك... و الشوارع المحيطة بعمارتك....؟؟ و قُلتُ في سري ما هوَ أكثر..؟؟ فمثلُها قد تنتظر منَ الدولة أن تنظّـف لها ما هُوَ أكثر من ذلك... بكثير...؟؟!!!

    أعطيتُها قرورة مُعطّر منزلي.. لأهدّء من ثورتهـا...؟؟؟

    و سُبحانَ الله..! في ذلك اليوم بالذات.. وصلتني هديّة من أخ عزيز عبارة عن إطار قُرآني جميل.. و عطر رائع.... و أشياء أخرى كثيرة....!

    و قُلتُ سُبحانَ الله..! هاهُوَ ربي يُكرمُني بفضله و منّه على صنيعي ذاك.. بهدايا قطعَت مئات الكيلومترات.. لتصل إلي في ذلك اليوم بالذات...؟؟؟

    أما أمثال تلك السيّدة.... فـ... (يربحُو غير العيـب...؟؟؟)


    صدّقني أخي.. تملّكني شعُور قوي على أن ذلك الإدار (كادر..) الذي استلمته يومها. بمثابة شهادة التقدير لي منَ المولى عزّ وجلّ.. على ما قُمتُ به...!

    --------------------------

    ردحذف
  5. ... فإلى متى يا تُرَى.. سيبقى الجزائري يعتمدُ هته الذهنية...؟؟ و ينتظر منَ الدولة كُل شيء... كُل شيء... كُلّ شيء....؟؟؟؟

    أستسمحُك أخي معمّر و أعتذر لك على طول المُداخلة.. و على الأخطاء الواردة فيها..

    احفظ الله يحفظـك..

    و في أمـَـان الله.

    ردحذف
  6. لا خطأ.. ولا أسف..
    بل إن صفحات مدونتي تتشرف بكل كلمة تضيفها..
    أنا لا أضع هذه الإضافات في خانة التعليقات.. وإنما أجعلها مقالات رأي قائمة بذاتها..
    كذلك.. أنا أوافقك في كل ما قلت.. بل أنت تفكر بنفس ما أشغل به عقلي..
    بارك الله فيك على مبادرتك في تنظيف الحي..
    بارك الله فيك على روحك الطيبة..
    وبارك الله فيك على متابعتك لكل مشاركاتي عبر المدونة..
    سلام..
    ودمت ودام عزك..

    ردحذف
  7. غير معرف25/1/14

    ممكن اطلب طلب انا بجد مضايقة عن ما يحدث في الاوضاع داخل ليبيا وسببلي هالشي نفسية سيئة انتمني منك انك تفتح حوار جديد يساعد الفتيات في انهن اينفسن عن الواقع الي عايشينا انتمني بجد هالشي ايصير الفتيات بحاجة الي توعية بالذات في الواقع الحالي. وبجد انا من اشد المعجبات بكتاباتك ومقالاتك وشكرا

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة