ثلاث سنوات.. قصة مدون..


أخيرا.. مرت سنتان على فتح هذه المدونة.. وثلاث سنوات منذ اشتغالي بحرفة النشر على الإنترنت.. مقالات، تعليقات، آراء، صور، وفيديوهات.. كثير من المواد نشرت، وكلها تجتمع في صرح تعبيري عن وجهة نظري الخاصة حول كثير مما يحدث حولي... والآن أسائل نفسي: إلى أين وصلت بكل هذا؟؟
20 أوت 2009م.. 20 أوت 2011م.. سنتان عايشت فيها متغيرات كثيرة.. سواء في حياتي الشخصية أو في الجزائر وحتى البلاد العربية والعالم.. ولكن قبل هذا ـ كما ذكرت سابقا ـ عرفت التدوين منذ أوت 2008م.. منذ خروجي من الجامعة... وقبيل حصولي على وظيفة التدريس.. التدوين علمني كثيرا من المعاني.. والعديد من العواطف.. وأعظم منه، أبلغني سبل معرفة الحقيقة والوصول إلى الواقع دون مماطلة.. 
ما معنى أن تنشر أفكارك ومواقفك على الإنترنت؟؟
تأخرت في كتابة موضوع أرصّع به هذه السنوات المتعبة في مسار النشر على الإنترنت.. لكنني وبعد تفرغي للكتابة من جديد.. أحاول البحث الآن، عن إجابة شافية لحقيقة نشر الأفكار والمواقف للجماهير.. ومبادلتهم الرأي في مختلف الأحداث الجارية.. قد تكون في نظر البعض جرأة ومجازفة، وقد ينعتها الآخرون بالثرثرة وإضاعة الوقت.. ولكن هل هي كذلك؟؟

منذ بداياتي الأولى في كتابة الشعر.. اجتهدت في إيصال قصائدي للناس.. وعمدت حالما وصلت للجامعة بالمشاركة في الأمسيات الشعرية داخل حرمها.. ومن ثمة أسست ناديا خاصا لموهبة الشعر.. لأتجه بعدها إلى وادٍ جديد، تمثل في كتابة المقالات.. وتحليل مختلف القضايا.. وقتها ألّفت مجموعة مقالات ـ على مستوى مكتبتي ـ نعتها "سَم الخياط".. وأغرتني فرادة أفكارها بالبحث عن مَمَر للنشر.. واستوطنت الفكرة عقلي إلى أن شاهدت برنامجا تلفزيونيا عبر قناة الحوار الفضائية.. يناقش فكرة التدوين على شبكة الواب.. وأعجبني الطرح زمنا بحثت فيه عن مستضيف لمشروع مدونتي الفتية.. وتأتي اللحظة المناسبة شهر أوت 2008م مع موقع "blogger" وعندها كانت أولى مدوناتي "bestmaamar".
فرحتي كانت كبيرة جدا وقتها.. خاصة بعد خروجي من الجامعة التي قدمَت لي فرصة الإفضاء بكتاباتي.. ولكن بعد الخروج منها واجهت حالة من الجفاء كادت تأتي بالموت على ميولاتي الأدبية.. فاستحالت تلك المدونة المخلّص المنتظر لكل ما عكفت عليه سنوات الماضي..
تلك المدونة عايشَت سنتي الأولى في التدريس.. واقتصرَت على نشر بعض القصائد والقليل من المقالات الشخصية.. مع مواضيع أخرى منقولة من الإنترنت.. ولحد صيف 2009م كانت منشوراتي جد متواضعة إذ أنني لم أكن أمتلك جهاز كمبيوتر خاص بي.. ورغم ذلك بادرت واجتهدت في إدراج رأيي ومواقفي عبر الشبكة العالمية..
الفاتح من جويلية 2009م اقتنيت جهاز حاسب آلي، كان بمثابة انطلاقة جديدة لي.. أعدت من خلالها فتح هذه المدونة الجديدة.. ونجحت في احتفائها بمواضيع دونتها بنفسي.. واستغنيت عن علة الـ "copier.. coller"إلى حد كبير.. وجعلت من صفحتي على "blogger" ناطقا رسميا باسمي واسم كل قارئ بسيط..
وتعاقبت الأيام.. وتعلمت عدة أمور كنت أجهلها عن التدوين الإلكتروني.. نظرا لطبيعة تكويني الأكاديمي من خلال العلوم الإنسانية.. ورغم أن المدونات على الإنترنت طريقة سهلة وتقليدية.. إلا أني اكتفيت بها عن باقي أساليب النشر كفتح موقع مستقل.. ففي اعتقادي قدمَت "blogger" الفرصة والمساحة الكافية لي لوُلوج عالم الإنترنت والتواصل مع العالم.. ومن خلالها أشكر "google" المالك الشرعي لـ "blogger"..
هنا لابد من التنويه بفضل الغرب علينا نحن معاشر العرب.. فتجربتي مع "google" في التدوين، أشعرتني بمعنى حرية الرأي.. وتسهيل إيصال الأفكار إلى الغير.. وصراحةً وجدت "blogger" الأسهل لعمل المدونات.. على عكس بعض المواقع الأخرى التي تقزم من حجم المدونة.. أما هنا في "blogger" فكأنك تمتلك موقعا خاصا.. يتناسب مع احتياجاتك ويسهل عليك النشر إلى أقصى درجة.. ويكفي أنه الموقع الأول للتدوين في الجزائر حسب آخر الإحصائيات..
قصتي مع التدوين مازالت مستمرة.. إذ سمحت لي التقنية بفتح صفحات خاصة بي على "facebook" و"twitter" و"youtube" و"منتديات startimes" و"موقع منشورات".. كما فتحت مؤخرا مدونة ثانية على "blogger" باسم "صفحات"..

ثلاث سنوات مرت ولازلت أجتهد في ساحة التدوين الإلكتروني.. الإحصائيات الخاصة بمدونتي تبشر بالخير.. فعدد لا بأس به من القراء حول العالم يطالعون مواضيعي..كما أن تواصل نخبة من القراء بي خاصة عبر "facebook" تشجعني أكثر على مواصلة الكتابة الإلكترونية.. رغم أنني لحد ساعة تدوين هذا الموضوع ليس لدي اتصال مباشر بالإنترنت.. فأنا أحضّر مواضيعي مسبقا في البيت لأنشرها لاحقا عبر مقاهي الإنترنت.. ما يعيقني أحيانا على مسايرة التعليق على الأحداث الجارية ومتابعة تواصل القراء معي.. ومع هذا أجتهد في تحديث مدونتي وصفحاتي المتعددة عبر شبكات التواصل الاجتماعي دون كلل ولا ملل.

وإذا ما كنت بصدد الحديث عن مسيرتي التدوينية.. فلا بد من شكر الله تعالى على ما يسره لي من وسائل أدعوه بأن يكون ما نشرته من خلالها في ميزان حسناتي.. فأنا أحكّم ضميري قبل كل كتابة، لضبط أفكاري على ما يرضي الله عز وجل، وما ينفع المجتمع بفتح ملفاته المنسية وتشخيص سلبيات أفراده ومحاولة تقديم الحلول لما يجعل الهمّ في صدور الصالحين فيه..

كما أني لا أغفل ذكر عدد من الأصدقاء المقربين لي.. والذين كان لهم البصمة في توجيه بعض المقالات والمنشورات.. وأولهم "أحمد ملياني" الذي يعكف على متابعة كل جديد ومبادلتي الرأي فيه حين كل لقاء.. كما أشكر "محمد الأمين لكحل" الذي كان ينبهني إلى نقاط كنت أتجاهلها أحيانا في مواضيعي.. كما قدم لي الدعم من خلال إعارته لي "موديم" الإنترنت الخاص به "zte" قصد تسهيل اتصالي بالنات عدة مرات.. ولا أتجاوز "سفيان مسعودي" الذي يعتبر بوصلة التوجه "الإسلاماوي" في مقالاتي..

أتمنى ألا أكون مثرثرا بكل هذه المصارحة.. فقط هي لمحات من نجاحي "الافتراضي" عبر الإنترنت.. نعم أسميه "نجاحا".. ثلاث سنوات، والطريق لم تطوَ بعد.. لا داعي للمزيد..
شكرا..
معمر عيساني       




تعليقات

  1. سفيان17/9/11

    أتمنى لك مزيدا من النجاح والتألق فأنت حقا كاتب موهوب
    ولاتنسى فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوة

    ردحذف
  2. والخطوة الأولى آمل أن تشهدها معي أخي سفيان..

    ردحذف
  3. غير معرف23/1/12

    والله شيء جميل لو تعرفون أن هذا الشخص درسني وجعلني أكتشف موهبتي في كتابة المقالات الصحفية لم أكن قبلها سنة دراسية هعه جعلتني أعرف من أكون أضاء لي طرق الذي جعلني أسير في درب كتاب مقالات متنوعة من حياتنا فألف شكر له صدقوني هذه ليست مجاملة مني بل هو الواقع عايشته معه هو أكثر من أستاذ صراحة

    عـــبــد الــنـور الــحــمــدي

    ردحذف
  4. عزيز عبد النور..
    أكثرت من المديح.. وإن المدح الذبح كما قال أبو بكر رضي الله عنه..
    شكرا لما قلت..
    ولنا موعد عن قريب..
    تمنياتي لك بالنجاح في الدراسة

    ردحذف

إرسال تعليق

رأيك يهمني..
تفضل الآن، واكتبه لينشر مباشرة دون تسجيل أو انتظار..
فهذه مساحتك الحرة للتعبير عنه..

الأكثر قراءة